الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية غير مستقرة ولا أجد من يفهم حالتي!

السؤال

السلام عليكم.

أحاول أن أكتب استفساري ولكن لا أجد الكلمات التي تعبر عما يخالجني، وكيف أفسر حالتي.
أنا امرأة متزوجة حديثا، أبلغ من العمر 36 سنة، أعاني دائما من حالة عدم الاستقرار (النفسي)، فأنا ومنذ صغري أواظب على الصلاة وبعض السلوكيات الجيدة في طريقة عيشي، ولكن بعد مدة قصيرة وعند أول مشكلة ولو بسيطة أقطع الصلاة، وأتصرف بتلقائية، ولا أقوم بالتزاماتي (الدراسة في الصغر، ولا أقوم بواجباتي في العمل حاليا)؛ ولا أشعر بالراحة، ثم أحاول أن أبدأ حياتي من البداية مرة أخرى، وألتزم ثم بعد مدة وجيزة أتصرف بطيش وهكذا.

مشكلتي أنني دائما أود أن أبدأ حياتي من الصفر، وأقول في نفسي يجب أن لا أبالي بما فاتني كأنها حالة عدم استقرار نفسي، وهذا ما يجعلني لا أواظب على الصلاة ولا على قضاء صيامي.

حاولت أن ألجأ إلى مختص نفسي، لكني لا أعرف كيف أشرح حالتي، وأتساءل ما إذا كان سيتفهمني أحد ويتفهم حالتي، أرجو تفهمكم وأرجو مساعدتكم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ غزلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يكتب لك الطمأنينة والاستقرار، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن استقرار التدين أمر في غاية الأهمية، وهو فرع عن الفهم الصحيح للشريعة الربانية، وهي شريعة تمتلئ بالرحمة واليسر، وتنمني الخير وتعظمه، وربنا الكريم يضاعف الحسنات ويغفر السيئات، ويقبل التائبين، ويرفعهم درجات بل يبدل سيئات الصادقين المخلصين إلى حسنات.

وأرجو أن تبني على ما كنت عليه من الخير، ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، وهي صورة تحكم النسج ثم تعود إليه فتنقضه وتخربه.

ومما يعينك على الثبات على الخير ما يلي:
1- اللجوء إلى الله وسؤاله التثبيت.
2- الفهم الصحيح للتدين.
3- مصاحبة الصالحات.
4- فهم مكائد الشيطان وتفدي شراكه ومصائده، فإنه يوقع الإنسان في المخالفة ثم يصعب عليه الرجوع، ويسعى في إيصاله لليأس.

5- تذكري قول الله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا قنطوا)، وقول النبي الذي فيه فرح الرب بتوبة من يتوب إليه.
6- الصلاة دواء وفيها النهي عن المنكر والفحشاء فلا تتركيها مهما حصل منك؛ لأن المريض الذي يترك الدواء لا يبلغ العافية.
7- اعلمي أن التوبة تجب ما قبلها وتمحو ما حصل من التقصير، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها.
8- عليك بقضاء ما فات بل هو مقدم على النوافل، وقضاء الدين مقدم على الصدقات بالأعمال.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يسدد خطاك.

سعدنا بتواصلك، وإن أردت التواصل مع الأطباء النفسيين فمرحبا بك، وأحسني توضيح مسألتك، وركزي على المواقف التي حصلت، واشرحي لهم معالم طفولتك حتى تسعدي بتوجيهاتهم وتستفيدي.

وفقك الله وسددك، وثبتنا جميعا على الحق حتى نلقاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات