الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان في القلب وتعرق شديد وسرعة في ضربات القلب هل هي أعراض مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الموقع الرائع.

أنا قبل سنتين تقريبا انتابني خفقان في القلب وتعرق شديد، وسرعة في ضربات القلب بشدة، أوشكت على مفارقة الحياة -ولكن الله ستر- وأنا كنت أدخن مدة خمس سنوات تقريبا، وبعد الحادثة تركت التدخين، وبقيت الأعراض موجودة, وبعد ما حدث لي ذهبت إلى المشفى وكشف علي الطبيب وكان كل شي طبيعيا, ورجعتِ الأمور طبيعية، وذهبتُ إلى المنزل، وفي اليوم التالي رجع لي الخفقان بشدة، لدرجة أنني أشعر بنبضات قلبي وذهبت، وقال: لا تعاني من شيء، لم أصدق الذي يجري معي، تأقلمت مع الوضع، وزادت عليّ الأعراض.

كانت في بداية الأمر ضيق تنفس بسيط جدا، بالكاد أشعر به، وعندما أهملت الموضوع بدأت الحالة في الزيادة، وأنا بدأت أفقد صبري، وبعد مرور السنة الأولى ذهبت إلى الطبيب وكشف علي، وعمل لي تخطيط قلب وأشعة، وتحليل الدهون بالجسم، وتحليل الغدة الدرقية، وقال الطبيب: نبضك سليم، وليس عندك دهون، والغدة سليمة، مع العلم أني أسمع صوت حشرجة عند القلب، وأشعر بانتفاخ في عظم الصدر جهة القلب، وقد ظهر معي هذا العارض بعد 5 شهور من إصابتي بالحالة، وبدأت عظام القفص الصدري تبرز.

أخبرت الطبيب، وقال لي: من الضروري أن تأكل، علما أن وزني بين 45 و 50 وأشعر أني نحيف جدا، وأنا الآن أعاني من عدم انتظام في ضربات القلب بشكل يومي ومتكرر، وضيق تنفس شديد، وبالكاد أستطيع أن أتكلم، وأشعر بنبض قلبي، وسرعة نبضات القلب أحيانا، وأقول: يا رب أحسن خاتمتي؛ لأنني لا أدري ما أفعل؟ وأنا أعاني منذ سنتين، وكل ما أخبرتُ أحدا قالوا: أنت إنسان ينتابك مرض الوسوسة، أو الهلوسة، وأنا أتوقع أني أعاني من انسداد في أحد شرايين القلب.

ولكم جزيل شكري، أرجاء طمأنتي والإجابة بكل صدق، وأنا سوف أتقبل ما تقولونه.

ولكم جزيل شكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي قال لك: إنك تعاني من الوسوسة أعتقد أنه مُحق لدرجة كبيرة، وحالتك هذه تشخص بأنها نوع من القلق النفسي الذي يعرف بنوبات الهرع أو نوبات الهلع، وأنا أتفق معك، بل أتعاطف معك كثيرًا؛ لأنها مزعجة، أعرف أنها مزعجة جدًّا، هذه النوبات من تسارع في ضربات القلب وشعور بالكتمة والضيق في النفس، والشعور بأن المنيّة قد دنت يجعل الإنسان فعلاً يحس بفزع شديد.

فحالتك -بعد أن نطبق عليها المعايير التشخيصية الكاملة- أقول لك: إنها من الواضح أنها حالة نفسية قلقية مزعجة، لكنها ليست خطيرة أبدًا.

وما ذكرته عن تخوفك من أنك تعاني من انسداد في أحد شرايين القلب، أقول لك: لا، هذا غير وارد أبدًا -بإذن الله تعالى-، والذي أرجوه منك هو أن تذهب إلى طبيب القلب مرة أخرى، وتوضح له ما ذكرناه لك من أنك لا تعاني من مرض في القلب، ولكنك تعاني مما يعرف بنوبات الهلع والهرع، ولا بد أن يتم علاجك عن طريق الطبيب النفسي.

دع طبيب القلب يقوم بمراجعة حالتك للمرة الأخيرة، وعن طريقه يستطيع أن يتواصل مع طبيب نفسي جيد، وهم -الحمد لله تعالى- كثر جدًّا في المملكة.

الذي قصدته بذهابك إلى طبيب القلب مرة أخرى هو أن تطمئن، كي تكون أكثر اطمئنانًا، وحين يقوم طبيب القلب بتحويلك لطبيب الأمراض النفسية فأنا متأكد أنك سوف تتقبل ذلك تمامًا، وسوف تجد من الطبيب النفسي كل المساعدة والنصح والإرشاد، وأنا أبشرك بأنه توجد الآن أدوية ممتازة جدًّا لعلاج نوبات الهرع والهلع.

هنالك دواء يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) واسمه التجاري هو (سبرالكس)، يستعمل بكثرة وفعالية، وجودة عالية جدًّا لعلاج نوبات الهرع، ويمكن أن يضاف إليه دواء بسيط مثل: الإندرال، فالأمر إذن -إن شاء الله تعالى- محسوم، والعلاج متوفر، والسبرالكس أو الأدوية المشابهة سوف تساعدك كثيرًا في إزالة القلق والتوتر، وسوف يتحسن المزاج، -وإن شاء الله تعالى- ترتفع طاقاتك النفسية والجسدية، ويتحسن تناولك للطعام، فإذن لا تحرم نفسك أبدًا من نعمة العلاج، أرجو أن تتبع الخطوات التي ذكرتها لك، وبجانب ذلك فأنت تحتاج أيضًا أن تمارس أي نوع من الرياضة، رياضة المشي سوف تكون جيدة بالنسبة لك، وهنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، سيقوم الطبيب النفسي بتدريبك عليها، أو يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

أنت لا تعاني من مرض القلب، وحتى ملاحظاتك حول القفص الصدري، وبروز عظمة القفص الصدري من جهة القلب، هذا نسبة للنحافة الجسدية التي تتصف بها، وفي ذات الوقت أنت تحاول وبصورة لا شعورية أن تقنع نفسك بأنك تعاني من مرض في القلب؛ لذا أصبحت تضع هذه الأعراض في مخيلتك وتسبب لك القلق والوساوس.

حالتك ليست حالة عضوية أبدًا، هي حالة نفسية بحتة، وهي بسيطة، وسوف تعالج -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أتجنة

    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح دكتور

  • هولندا عبدالمجيد السلطان

    اخي السائل منذ سنتين تقريباً انتابتني نفس الاعراض واجريت جميع الفحوصات الطبية ولم اصل الى نتيجة وبعد ان ازدادت حالتي سوئاً اكتشف الطبي اخيراً ان لدي ثقب في الحجاب الحاجز ولو لا لطف الله لكانت معدتي قد التفت على بعضها وفارقت الحياة واجريت لي عملية جراحية على الفور امتثلت بعدها والحمدلله للشفاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً