الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من ركوب السلالم المتحركة ومن الركوب في المقعد الأمامي للسيارة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتمثل في الخوف من ركوب السلالم المتحركة الموجودة في بعض المجمعات التجارية وكذلك ركوب السيارة في الكرسي الأمامي فقط، أحس برهبة وخوف من داخلي، وهذا الشعور ليس بسبب خوفي من السقوط من السلم أو حصول حادث بالسيارة، وإنما فقط إحساس داخلي في النفس، وأحياناً لما أبدأ بالركوب على السلم يذهب عني الخوف وأستمر بالصعود.

أما السيارة فإنني أخاف من الركوب في الأمام، وهذا الخوف أحسه في داخل نفسي وليس من حدوث أي صدام أو حادث، أما الركوب في الكرسي الخلفي فلا أخاف من الركوب عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الذي تعاني منه هو نوع من المخاوف البسيطة، حيث إن المخاوف تقسم إلى عدة أنواع، وهذا يعتبر من المخاوف البسيطة المكتسبة، وربما يكون حدثت لك تجارب سالبة مع هذه السلالم أو حين كنت تركب السيارة أو ربما تكون سمعت بعض القصص أن حوادث قد نشأت من استعمال هذه المعدات.

عموماً الحالة هي حالة مكتسبة، وهي حالة بسيطة، وتعتبر المخاوف بجميع أنواعها نوعاً من أنواع القلق النفسي البسيط، وهنالك اتفاق تام بين علماء السلوك أن المخاوف تعالج بمواجهتها، وهنالك مبدأ يسمى بالتعريض أو التعرض مع منع الاستجابة، أي أن أعرض نفسي لمصدر خوفي دون أن أهرب من الموقف أو أستجيب استجابة سلبية، وعليه أنا أقول لك لتعرض لنفسك: ابدأ بما نسميه التعرض في الخيال:

اجلس في مكان هادئ – في المنزل مثلاً – ثم تصور وتخيل أنك تركب أحد هذه السلالم، وأن هذا السلم قد حدث فيه خلل أو افتعل حريق وشيء من هذا القبيل، عش هذا الخيال لمدة لا تقل عن عشرة دقائق، وبعد ذلك انتقل لخيال آخر، وهو أنك تستعمل أحد هذه السلالم في أحد التجمعات التجارية الكبيرة، ونفس الأمر بالنسبة للسيارة، تصور أنك ركبت سيارة من ذات الباب الواحد ويوجد بها كرسي واحد في الأمام، وليس لك أي خيار غير هذا، عش هذه الخيالات بقوة ثم بعد ذلك الجأ إلى التطبيق، والتطبيق يمكن أن يكون متدرجاً.

اذهب يومياً للتجمعات التجارية وانظر إلى الناس وهم يركبون هذه السلالم، الأطفال، الشيوخ، الرجال، وقل لنفسك (ما الذي ينقصني من هؤلاء؟ ما الذي يعيبني؟ لماذا لا أكون منهم أو أحسن منهم؟) وهكذا، هذا نوع من تصحيح المفاهيم الضرورية جدّاً والمهم جدّاً.

وبعد ذلك ابدأ في التطبيق، ابدأ في ركوب السيارة وهذه السلالم، وسوف تحس بشيء من القلق والتوتر في بداية الأمر، ولكن بالإصرار والإصرار والتكرار سوف تجد أن الخوف قد زال تماماً، وأنصحك أيها الفاضل الكريم أن تركز على دعاء الركوب، عند ركوب السيارة، عند ركوب السلم، عند ركوب الأسانسير، ركز على هذا الدعاء وقوله بعمق وبتركيز، وسوف تجد فيه - إن شاء الله تعالى – خيراً كثيراً.

أيها الفاضل الكريم: حتى يُقضى على هذا الخوف - إن شاء الله تعالى – بصورة فاعلة فإني أود أن أصف لك أحد الأدوية التي تستعمل في علاج المخاوف والقلق بصفة عامة، وقد وجد أيضاً أنه يفيد في هذا النوع من المخاوف البسيطة.

الدواء يعرف باسم تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وفي نظري هذه جرعة كافية جدّاً، بعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء...الدواء من الأدوية السليمة والفاعلة جدّاً.

إذن هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وهذا النوع من المخاوف البسيطة بشيء من التوكل والإصرار والعزيمة والمواجهة والتعريض سوف يُقضى عليها تماماً.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً