الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية اكتساب احترام الناس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر أن علاقتي سيئة مع الناس، وأخاف أن يغضب الله مني بسبب ذلك، حيث أرتكب حماقات مع إخواني وأخواتي، لكني أرجع وأطلب منهم أن يسامحوني، فأنا أحبهم ولا أستطيع أن أتخلى عنهم، ولدي صديقات أمزح معهن، ولكني دائماً أكون على حذر.

وقد كانت لي زميلة أحبها وأمزح معها لكنها اتهمتني بأني أنافق معها، وصارت تتكلم عني مع الناس، علماً بأن هناك مجموعة من البنات يقضين أوقاتهن في الكلام عن أعراض الناس، ولكني لا أحبهن ولا أتحدث معهن، وهذا يجعلهن يقلن عني: إني متكبرة، لكني لا أحب أن أخالطهن تجنباً للمشاكل، فكيف أصلح نفسي لله حتى يحترمني الناس ويحبوني؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فاجعلي همك إرضاء الله، وأقبلي على الله بقلبك وستقبل عليك قلوب إخوانك وأخواتك وصديقاتك، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

ولا يخفى عليك أن الإسلام لا يمنع المزاح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقّاً، وكان الصحابة يضحكون ويمزحون في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بينهم يبتسم، ولكن لابد أن ندرك أن المزاح ينبغي أن يكون بمقدار ما يعطى الطعام من الملح، وينبغي ألا يكون فيه كذب، وينبغي أن يكون في محله الصحيح، وينبغي أن يكون مع من يصلح معه المزاح، فإذا توافرت هذه الشروط فلا مانع من المزاح مع محارمك وأخواتك وصديقاتك.

وأما بالنسبة لمشاكلك مع أهل البيت فنحن ننصحك بتفادي أسبابها وبتغيير المكان عند الإحساس بالتوتر والغضب، مع ضرورة أن تعودي لسانك الألفاظ الجميلة حتى عند الغضب كقولك: (هداكم الله، سامحكم الله، غفر الله لي ولكم)، واعلمي أن لوجود الإنسان في جماعة ثمناً لأنه يقابل أصنافاً وأشكالاً، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر عن الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر.

وليس من التكبر البعد عن رفقة السوء ولكن التكبر بطر الحق ورده وغمط الناس، أي: احتقارهم، ونحن ننصحك بإبقاء شعرة الصلة؛ فإن أفضل طريقة لإبطال الأكاذيب والاتهامات هي ابتسامتك في وجوه إخوانك ورد السلام، ويمكنك الاكتفاء بهذا إذا خفت من الضرر والشر، واحمدي الله الذي سخر لك من يدافعن عنك ويتكلمن بلسانك، فاتقي الله واصبري ولا تقابلي الشر بمثله؛ لأن في ذلك إضافة شر إلى شر، والله سبحانه يدافع عن الذين آمنوا.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه لا يهدي لأحسن الأخلاق إلا هو، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع وفرحون لشعورك بالخطأ ومسرورون لاعتذارك لمن يحصل منك خطأ في حقهم، وكل هذا يدل على خير في نفسك، فاحرصي على تنمية بذرة الخير، وكوني كالشجرة يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أطيب الثمار، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر zizoaid63@yahoo.com

    الحمد الله علي ذللك وادعو الله ان يرحمنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً