الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تناول أدوية الصرع وتخفيضها

السؤال

كان يأتيني السرحان في عمر 12 إلى 15 سنة، لم نكن نعرف أنه الصرع، جاءتني النوبة وأنا عمري (16) سنة، وصف لي الدكتور التريجتول (800) وكانت تأتيني النوبة، ثم ذهبت لدكتور آخر فوصف لي الديباكين (1000)، لم تأتني النوبة لمدة سنتين، فقرر الدكتور أن أترك الدواء فجأة دون تنقيص الجرعة، فجاءتني النوبة وأخذت الديباكين من جديد وذهبت لدكتور آخر زاد الجرعة إلى (1500)، وبعدها -الحمد لله- لم تأتني النوبة لمدة 4 سنوات و6 أشهر، فقرر الدكتور تنقيص الجرعة بالتدريج (1500-1000-900-800) خلال 3 أشهر.

والآن بقي ثلاثة أشهر وتصبح المدة 5 سنوات، والجرعة الآن 800، وسأبدأ التنقيص بعد رمضان -إن شاء الله- فبماذا تنصحني؟

أرجو المساعدة فأنا خائفة من ترك الدواء.

أنا مريضة بالصرع، ولم تأتني النوبة منذ 5 سنوات، فماذا أفعل؟ الدواء هو الديباكين1500.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

فإن القرار الذي اتخذه الطبيب بتخفيض دواء الدباكين تدريجياً هو قرار صحيح، فأنت الآن تتناولين الدواء لمدة أربع سنوات وستة أشهر ولم تأتك أي نوبة بفضل الله تعالى، وهذا مؤشر جيد وممتاز ومشجع جدّاً في نظري، وقرار تخفيض الدواء بالتدرج البسيط الذي أوضحه الطبيب – أي أن تتوقفي من الدواء بعد ثلاثة أشهر من الآن - هو قرار صحيح وقرار سليم جدّاً، وأنا لا أريدك أبداً أن تكوني قلقة أو تكوني متوترة، نحن نعرف أن عددا كبيراً من الناس بعد إكمال الكورس العلاجي كاملاً لا تأتيهم هذه النوبات مرة أخرى، ولكن هنالك أقلية ربما تحدث لهم انتكاسة.

أرجو ألا يكون هذا أمراً مزعجاً بالنسبة لك، هي مجرد حقيقة علمية نريد أن نملكك إياها.

احتمال الانتكاسة إن شاء الله ضعيف وضعيف جدّاً، ونسأل الله تعالى أن يجعلك من المجموعة التي تكون استجابتها للعلاج كاملة جدّاً.

أنا أقول لك أن الصرع مرض يمكن علاجه، والدليل واضح جدّاً أن التزامك بالدواء كان جيداً، وهذا هو الذي ساعدك كثيراً، وأرجو دائماً أن تتذكري أن هذه الاستجابة الممتازة هي أيضاً دليل على أن هذا المرض يمكن أن يُعالج، وهذا يجب أن يكون مشجعاً ومحفزاً لك.

هنالك نقطة أود أن أذكرها وإن كانت تساورني بعض المحاذير، لأنني أخاف أن تفسر التفسير الخاطئ، وهي كما ذكرت لك أن عددا قليلاً من الناس قد تأتيهم انتكاسة، وحين يحدث ذلك بالطبع يكون الإنسان تحت الدواء مرة أخرى، أي ننصح بأن يتناول الإنسان الدواء بعد حدوث هذه الانتكاسة، والجرعة غالباً تكون جرعة وقائية ولمدة أطول.

كلامي فيه شيء من الافتراضية، ولكنها أيضاً حقيقة واقعة ومن حقك أن تتملكي هذه الحقيقة. هذا لا يعني أبداً أن تغيري في المخطط العلاجي الذي وضعه الطبيب، القرار صحيح وسليم وهو التوقف عن الدباكين تدريجياً، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تعيشي حياة عادية، وكل عام وأنتم بخير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً