الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر مستمر .. فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق والتوتر والملل بشكل دائم بسبب، وأحياناً دون سبب، وعندي بعض المشاكل في حياتي التي تساعد على ذلك، وفي أغلب الأحيان أشعر بضيق شديد ورغبة في الصراخ، لكني لا أستطيع، فلا أجد غير البكاء للتخفيف عن نفسي، كما أشعر بضيق أيضاً في وقت أدائي للصلاة، فهل يوجد دواء مناسب يساعدني على التخلص من هذه العوارض دون أن يسبب أي آثار جانبية؟!

أتمنى أن يكون هذا الدواء موجودا في فلسطين، لأنني قرأت في وقت سابق استشارة في موقعكم تشبه استشارتي، وأردت أن أشتري الدواء الذي وصف للشخص صاحب الاستشارة - واسمه ريفتال - ولم أجده عندنا إطلاقا.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن أعراض القلق والملل والتوتر قد تكون عارضة، أو ربما تشكل عرضاً من أعراض الاكتئاب النفسي البسيط، وأنت ذكرت أنه لديك بعض المشاكل في حياتك هي التي ساهمت في ظهور هذه الأعراض، فلا تشغلي نفسك كثيراً بهذه المشاكل، فالحياة لا تخلو من صعوبات، ولكن الإنسان دائماً يحاول أن يذلل هذه الصعوبات بالصبر وبوضع الحلول المناسبة وبتجاهل ما يستطيع أيضاً تجاهله، وبالتأمل فيما هو طيب وجيد وإيجابي في حياتك، وأحسب أنه كثير جدّاً.

فأنت في سن طيبة مليئة بالطاقات الجسدية والنفسية ولله الحمد، ولا شك أنه لديك آمال في الحياة، فأرجو أن تنظري إلى الجزء المشرق في الحياة، ولا تجعلي رغبتك في الصراخ والبكاء، هذا لا يفيد. الناس تعتقد أن في البكاء والصراخ نوع من التفريغ النفسي ولكن هذا ليس صحيحاً، المطلوب هو الصبر وهو التجلد وهو التوكل، والمسلم دائماً يسأل الله تعالى أن يفرجَ همومه وأن يفرجَ كل كرب يصيبه وأن يسهل أمره.

ولا شك أن عسر المزاج في بعض الأحيان يسهل للشيطان طريقه في أن يجعلنا نتقاعس أو نتضايق في أداء عباداتنا وصلواتنا، فيجب أن تكوني حريصة ولا تتركي للشيطان أي وسيلة أو ثغرة يدخل منها، فاحرصي على صلاتك في وقتها، واعرفي أن الصلاة هي وسيلة من وسائل الراحة، وأقدمي على ربك بأمل ورجاء وتفاؤل وحسن ظن، وهذا إن شاء الله في حد ذاته سوف يساعدك كثيراً.

من ناحية العلاج الدوائي أقول لك: الحمد لله تعالى توجد أدوية كثيرة وجيدة أحسب أنها متوفرة في فلسطين المحتلة إن شاء الله.

العقار الذي وصفناه في بعض الاستشارات يسمى بموتيفال، وليس ريفتال، وهو دواء جيد للقلق، ولكني سوف أصف لك بدائل إن شاء الله تكون أفضل، والدواء الذي أود منك أن تتناوليه يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تسألي عن الدواء تحت مسماه العلمي (Sertraline) لأن المسميات التجارية قد تختلف من بلد إلى آخر حسب وفرة الأدوية.

تناولي هذا العقار (Sertraline) بجرعة حبة واحدة خمسين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناولي الدواء بمعدل حبة واحدة كل يومين لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وإذا لم تتحصلي على السيرترالين فسيكون البديل هو عقار يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) وله مسميات تجارية أخرى.

وجرعته هي كبسولة واحدة (عشرين مليجرام)، استمري عليها أيضاً لمدة ستة أشهر متواصلة، ولابد أن يكون هنالك التزام بالدواء، وبعد انقضاء الستة أشهر خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهرين.

هذا من ناحية العلاج الدوائي، وأنا على ثقة كاملة أنه سوف يساعدك كثيراً إن شاء الله، فأرجو أن تكوني إيجابية في أفكارك وتوجهك، وانظري إلى الحياة بتفاؤل وأمل ورجاء، وركزي على دراستك، وحاولي أيضاً أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية فيما يخص التواصل والترفيه عن النفس بما هو مشروع، هذا كله إن شاء الله يساعدك كثيراً.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله القدير لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً