الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج شرود الذهن وعلاقته بالعادة السرية

السؤال

أعاني من مرض نفسي منذ أن كنت بعمر 17 سنة، وهو الشرود ذهني، وتشتت الأفكار، والتيهان، وتبدد الشخصية، والخوف من فقدان السيطرة على نفسي، والشكوك، وحركات غير إرادية في رأسي أحياناً تكون قوية تجعلني مثل المغيب الحس أو المشوش الحس، وهذه الحركات متلازمة معي طول اليوم.

عند سن البلوغ كنت مفرطاً في العادة السرية، فهل لها تأثير مباشر بأعراضي؟ ذهبت للطبيب فعملت بعض الفحوصات Mri وبعض فحوصات الدم، فظهر عندي نضوب في بعض خلايا الدماغ، ثم ذهبت إلى دكتور نفسي وأعطاني Fevarin بمعدل 250، 100 صباحاً و100 مساء و50 ظهرا لمدة شهرين، واستخدمته ولم أجد أي فائدة فأوقفت العلاج، فما العلاج المناسب لهذا المرض؟!

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي ذكرتها وقلت أنك تعاني منها منذ ثلاثين عاماً، والتي تمثلت في تشتت وتطاير الأفكار وعدم القدرة على التركيز والتأثير السلبي على الشخصية والخوف والشكوك، هي أعراض يمكن أن تكون جزءاً من تشخيصات نفسية كثيرة، فيمكن أن تكون جزءاً أساسيا من القلق النفسي، أو الاكتئاب النفسي، أو نوعاً من الوساوس القهرية.

هنالك أيضاً حالات نسميها أيضاً بالحالات الذهانية، مثل مرض الفصام؛ ربما تكون أيضاً بداياتها تحمل هذه الأعراض.

لا أقول لك لديك هذا المرض – مرض الفصام – ولكن فقط من أجل إكمال المعلومات العلمية الضرورية.

الحركات الغير إرادية التي تعاني منها في رأسك والتي تكون قوية في بعض الأحيان وتكون أقل، هذه لا شك أنها تستدعي الانتباه، ولابد أن يتم فحصك بواسطة الطبيب المختص في الأعصاب، وأحسب أنك قد قمت بذلك لأنك قد قمت بإجراء فحص الرنين المغناطيسي (Mri)، وأنا لم أستطع حقيقة معرفة نتيجة هذا الفحص؛ لأن السطور متداخلة قليلة في رسالتك، ولكن الذي استنبطته أنك ربما قصدت أنه يوجد بعض الخلل في خلايا الدماغ.

أرجو أن تصحح لي إذا كان ذلك خطأً وتفيدني بنتيجة التقرير، ويا حبذا لو أرسلت لنا صورة من هذا التقرير إذا كانت معك، حتى نتمكن من تفهم حالتك بصورة أدق.

أنا لم أصل إلى قناعات كاملة أنك تعاني من حالة عضوية شديدة، والحمد لله على ذلك، حيث إن المقدرات المعرفية والقدرة على التعبير لديك جيدة جدّاً، وذلك مما استطعت أن أتلمسه من رسالتك، بالرغم من أنك ذكرت أنك تعاني من تشتت الأفكار، ولكن أعتقد أن المحتوى العام لمقدراتك جيدة جدّاً، وهذا على الأقل ينفي وجود علة نفسية شديدة أو علة عضوية أثرت على الدماغ.

العقار الذي كتبه لك الطبيب وهو الفافرين، هو من الأدوية الجيدة جدّاً، وهو علاج متميز لعلاج الوساوس القهرية والقلق والتوتر والاكتئاب والمخاوف، لكن هذا الدواء لم يفدك وقد قمت بالتوقف عن تناوله، وأنا حقيقة أقول لك: أنت في حاجة لأدوية مماثلة، فهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، هو دواء جيد جدّاً لإزالة الخوف والتوتر والقلق، كما أنه يحسن التركيز جدّاً، فيمكنك أن تبدأ في تناول هذا العقار، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بجرعة خمسة مليجرام.

توجد حبة تحتوي على عشرة مليجرام، ابدأ بتناول خمسة مليجرام (نصف حبة) تناولها ليلاً يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية في حالتك، واستمر على هذه الجرعة يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بالطبع في كندا توجد خدمات طبية متقدمة جدّاً، فأنا أنصحك حقيقة بالتواصل مع الأطباء هناك.

أما بالنسبة للعادة السرية، فلا شك أنها عادة سيئة قبيحة تؤثر على النفس وتؤثر على الجسد، وتؤدي إلى مزيد من فقدان التركيز وإلى الشعور بالقلق وعدم الطمأنينة، وتؤدي أيضاً إلى عدم اكتمال بناء الشخصية بصورة صحيحة، وتبني الانطوائية والانكباب على الذات، ومن مشاكلها أيضاً أنها تؤدي إلى اضطرابات جنسية مستقبلية إذا لم يتوقف الإنسان عنها.

لذا حقيقة أنا أدعوك أن تتخلص من هذه العادة السيئة، خاصة أن صحتك النفسية والجسدية لا تتحمل هذه الممارسات مطلقاً، ويمكنك أن تستعين بالصبر، وفكر في الزواج، فهذه كلها حلول لهذا الأمر.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأريدك دائماً أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تكون متواصلاً مع الآخرين، وأن تدير وقتك بصورة طيبة، وإذا زودتنا بنتيجة الـ (Mri) الرانين المغناطيسي، فهذا سوف يكون أمراً جيداً أيضاً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً