الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصاعب التي تواجه المسلم في بلاد الغربة وكيفية التعامل معها

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 سنة، أسكن في فرنسا منذ ستة أشهر دون إقامة، وحالتي المادية والنفسية صعبة، وأسكن عند أقاربي طوال هذه الفترة، وصرت أشعر أني ثقيل عليهم، وأصبحت أتساهل في كثير من واجباتي الدينية كغض البصر وقراءة القرآن، فقد هجرته لكثرة الغفلة.

وأدعو الله ليل نهار أن ينقذني من هذا المستنقع الذي أعيشه، ولا أشعر أن الله سيستجيب لدعائي، وقد كنت أعيش في بلدي مرتاح البال، وكنت أنهيت دراستي الجامعية، وما زال طموحي في مواصلتها، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فانصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akhoukom fi allah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يعيد إليك التزامك وراحة بالك وسعادة نفسك، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنني أوصيك بمواصلة الدعاء والإلحاح على الله؛ لأن الله تعالى وعدك أن يستجيب لك: ((وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ))[الروم:6]، ولكن إجابة الدعاء قد تتأخر لحكمة يعلمها الله، فقد يستجيب الله للعبد بمجرد أول دعوة، وقد يستجيب له بعد عدة أيام أو بعد عدة أشهر أو بعد عدة سنوات.

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)، والعلماء يقولون إن موسى عليه السلام وهو شيخ أنبياء بني إسرائيل ومن أولي العزم من الرسل ظل يدعو على فرعون أكثر من أربعين عاماً حتى استجاب الله له، فعليك أن تواصل الدعاء وأبشر بفرج من الله، ولكني أنصحك أن تعود إلى بلادك؛ لأن الإقامة في هذه البلاد في ظل هذه الظروف خاصة وأنك ما زلت حديث عهد بالإقامة في فرنسا ورغم ذلك بدأت تقع في معصية النظر وكذلك أيضاً هجرت القرآن الكريم، معنى ذلك أنك لو أطلت الجلوس في هذه البلاد خسرت دينك كله، فأنصحك بالعودة والانتهاء من دراستك الجامعية ومواصلة طموحك في إكمال دراستك العليا بإذن الله، وارض بما قسم الله لك، ولعلك عندما تنتهي من الدراسات العليا تكون فرصتك أفضل سواء في فرنسا أو في غيرها.

والإقامة في هذه البلاد محفوفة بكثير من المخاطر، خاصة إذا كان الإنسان لم يجد عملاً، فقد يضطر إلى أن يعمل في أعمال وضيعة أو حقيرة، وبما أنك بدون إقامة فقد يصعب عليك أن تعمل في أماكن عامة أو غير ذلك، لذا أنصحك أن تعود إلى بلادك مرة أخرى وأن ترضى بما قسم الله لك، وأن تواصل دراستك حتى تنتهي منها بإذن الله وعندها قد تُفتح لك أبواب الأرزاق في بلدك، أو قد تهاجر إلى بلد آخر ولكنك في وضع أفضل.

فعُد إلى بلادك واستعن بالله عز وجل وعُد إلى الله واعلم أن الأرزاق بيده وأنه لا يضيع أهله، فما دمت بفضل الله تعالى على طاعة واستقامة فأبشر بفرج من الله قريب، وواصل الدراسة حتى تحصل على شهادة الدكتوراه أو غيرها، وهذا سيجعل موقعك أفضل وتدخل هذه البلاد بصورة أحسن، مع ضرورة التعجيل كما ذكرت بالعودة، وخلال فترة إقامتك في هذه البلاد أنصحك بأن لا تخرج من البيت إذا كنت لا تستطيع أن تغض بصرك، وأن تحاول مرة أخرى أن تعود لوضع برنامج القرآن لأن الله سيحفظك بالقرآن لأنه نور، والنور قطعاً يبدد ظلمات المعاصي ويبدد ظلمات القلب وظلمات البصر والبصيرة، نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً