الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب الشديد بسبب الغربة

السؤال

منذ الابتدائية وأنا أعاني من الاكتئاب لظروف أسرية، لكن ازداد الأمر سوءاً عندما سافرت وذلك منذ ستة أشهر إلى أحد البلاد العربية، ومن وقتها وأنا أشعر أني أموت بالبطيء كل ساعة من شدة الاكتئاب، رغم نعم الله علي من عمل وراتب، أريد علاجاً سريعاً ومباشراً وفعالاً حتى لا تضيع كل طموحاتي، علماً بأني متزوج ولدي طفلة والحمد لله، جزاكم الله عني خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سارة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، وشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فإن هذا الاكتئاب الذي وصفته بأنه اكتئاب ظرفي – أي ناتج لظروف أسرية – هو من أنواع الاكتئاب غير المخيف؛ لأنه اكتئاب مسبب، نقول ذلك بالرغم من قناعتنا أيضاً أن الاكتئاب لا يأتي إلا إذا كان الشخص لديه نوع من الاستعداد الداخلي في تكوينه يساعد في ظهور هذه الحالات.

أرجو أن تعتبر أن الاكتئاب هو شيء مكتسب – وهذه حقيقة – والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد، والاكتئاب بالذات يمكن أن يُهزم، وأهم وسيلة لهزيمة الاكتئاب هي التفكير الإيجابي. الاكتئاب يجعل الإنسان يفكر سلبياً، والتفكير السلبي يؤدي إلى مزيد من الشعور بالكدر والكآبة.
فأرجو أن تبدأ في تحويل فكرك من فكر سلبي إلى فكر إيجابي، وأول هذا أنت صاحب نعم ونعم كثيرة، وعليك تذكر ذلك والتأمل في ذلك والحمد والشكر على ذلك.. فأنت والحمد لله لديك وظيفة وراتب ولديك أسرة ولديك ذرية وأنت في ريعان شبابك، فهذه حقيقة إيجابيات عظيمة لابد أن تستذكرها بقوة وتأمل وتمعن؛ حتى تزيح الفكر السلبي الذي يسيطر عليك.

ثانياً: بالرغم من ابتعادك في بلد يبعد عن بلدك الأصلي، ولكن تذكر أنك تقوم بمهمة عظيمة من أجل مستقبلك وبناء مستقبلك وأنت تأخذ بالأسباب للحصول على الرزق، وهذا أمر أيضاً يجب أن تنظر إليه نظرة إيجابية.

وعليك أن تنظم وقتك، وأن تتعرف على الإخوة الطيبين في المكان الذي تعيش فيه، تواصل معهم، أد صلواتك الخمس في المسجد، مارس الرياضة، وتواصل مع أهلك ومع زوجتك بالتليفون من وقت لآخر، فأنت لديك أشياء طيبة في حياتك، وأنا رأيت من الواجب أن أذكرك بها، وأذكرك بها لتتأمل فيها بعمق وليس تأملاً سطحياً؛ لأن التذكر الجاد للإيجابيات مزيل لاكتئاب ولا شك في ذلك.

يبقى بعد ذلك أن أصف لك علاجاً بسيطاً وهو من الأدوية السليمة - إن شاء الله – يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة من فئة خمسين مليجراماً، ولتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين - ويفضل أن تتناولها ليلاً وبعد تناول الأكل – وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) ليلاً لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة كل ليلتين لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفاعلة، وإن شاء الله يساعدك في انشراح صدرك وزوال ما تعاني منه من هم.

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
---------------------
ولمزيد من الفائدة، عليك بقراءة هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )، وأثر السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً