الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة زيادة التعرق، نصائح وإرشادات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على جهودكم المثمرة في شبكة الاستشارات، وجعلها الله في موازين حسناتكم.

لدي مشكلة وهي زيادة التعرق، فهي تسبب لي الكثير من الإحراج؛ حيث أن بقع العرق تظهر في الملابس، أعلم ما هي الحلول لكني أريد علاجاً من الصيدلية فعالاً؛ حيث أني جربت العديد منها لكن لا فائدة، وقد صرف لي طبيب الجلدية علاجاً يصنعه عنده لكن بعد سفر ذلك الطبيب انقطع العلاج ثم أخبرنا الصيدلي بعلاج Aluminium chloride 20% لكن لا فائدة، ثم ذهبت إلى صيدلية أخرى وصرف لي علاج Louis widmer مزيل العرق لكن لا فائدة.

أريد علاجاً أجده في الصيدليات -في السعودية- بحيث يكون فعالاً، مع العلم أني ذهبت للكثير من أطباء الجلدية لكن الحل عملية أو إبر.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التعرق الزائد عند أي إنسان قد يسبب الإحراج وهذا بديهي، كما وأن التعرق الزائد لا بد من ظهوره على الملابس مما يسبب المزيد من الإحراج، ويضاف لذلك: الرائحة التي تتفاوت في نوعيتها بين شخص وآخر، ومع ذلك فإن التعرق ظاهرة حياتية وهي مفيدة للإنسان؛ لأنها تعمل على التوازن الحراي في الجسم، وتحافظ على حرارة الجسم من الارتفاع.

لكن هناك تفاوت بين الناس بمستوى ودرجة التعرق، وهذا التفاوت بين الخلائق أمرٌ عام يشمل الشكل والطول واللون والإفرازات الدهنية والتعرق ورائحة العرق وغيره الكثير.

هناك عوامل تُساعد على التعرق مثل الفصل والحرارة والرطوبة والجهد والحالة النفسية، وبتخفيف العوامل المساعدة تخف نسبة التعرق المرتبطة بها.

نصائحنا للتعرق المفرط نلخصها فيما يلي:

1. الغسل بالماء والصابون اليومي لتخفيف رائحة العرق وليس لتجفيفه.

2. استعمال القميص الداخلي المسمى تي شيرت القطني بنصف كم (وليس ذي الشيال) الذي يمتص العرق ويخفف تأثير القمصان النايلون الخارجية التي قد تزيد من القابلية للتعرق.

3. استعمال (انتي بريسبيرانت) وليس (ديودورانت) لأن الأول مجففٌ للعرق من الغدة والثاني معطرٌ للموضع المتعرق.

4. من المستحضرات الجيدة مادة (المنيوم كلورايد) وتوجد تجارياً باسم (درايكلور- 20%- Driclor- ) وتستعمل مساءً كل يوم لفترة أسبوعين أو أربعة، ثم بعد ذلك إن حصل التحسن المطلوب مرة كل يومين كعلاجٍ داعم ثم يخف بالتدريج تواتر الاستعمال حسب الفصل وحسب الحاجة، وقد يكفي مرة أسبوعيا فيما بعد، وينبغي ألا تستعمل بعد الاستحمام، وهو علاج جيد ولكنه قد يسبب بعض الحرقان عند بعض الناس لذلك يجب استعماله كما ذكرنا أعلاه (ولربما هذا المستحضر هو ما ذكرتموه في السؤال).

5. يوجد مركب اسمه ديو سبراي للويس ويدمر، وهو ما ذكرتموه في سؤالكم وهو عبارة عن محلول مادة (المنيوم كلورايد) المخفف والذي يمكن استعماله كبخاخ سواءً على الجذع أو الراحتين أو حتى على جلدة الرأس ثم يدلك، وهو يخفف التعرق عند الإنسان الطبيعي، وهو محتملٌ إلى حد كبير وسهل الاستعمال على المناطق المختلفة من الجلد، ولكن إذا أردنا الأقوى والمخصص للإبطين فنستعمل ديو كريم للويس ويدمر فهو ألطف وأكثر احتمالاً من الدرايكلور، ولكنه أقل فاعلية منه وهو في الوقت نفسه أقوى من الديو سبراي.

6. إن لم نحصل على الفائدة المرجوة فهناك مواد كيمياوية غالية ومكلفة ولكنها فعالة جداً، مثل مادة (البوتكس) ولكن تأثيرها مؤقت إذ قد تحتاج الحقن كل حوالي 6 شهور، ويجب أن تحقن بيدٍ متخصص ولكل موضع تشريحي مناطق خاصة للحقن، وفي حال توفر القدرة المادية والطبيب الخبير في الحقن، والثقة في الممارسة، فإن هذا النوع من العلاج هو ما نرشحه، كما وأن فائدة هذا النوع من العلاج تمتد لفتراتٍ أطول كلما استعمل مرات أكثر.

7. هناك بعض العمليات التي كانت تجرى سابقاً والتي بموجبها يستأصل الجلد بما فيه من غدد عرقية إبطية وهي ليست العلاج الشائع، وخف اللجوء إليها، ولا ننصح بها.

8. هناك جهازٌ كهربائي يعمل على البطارية يوضع في الإبط يحدث تيارات كهربائية تؤدي إلى ضمور أو انخفاض في نشاط الغدد العرقية (ولكنه ليس متوفراً في الأسواق حالياً)، وهو ليس العلاج المثالي لأن استعماله لم يشع على الرغم من نزوله للأسواق منذ حوالي 20 عاما) واسمه دريونيك، كما ويوجد منه أشكال لعلاج اليدين والقدمين مفرطة التعرق، وقيمته لا تزيد عن 150 دولارا.

ختاماً: اختاروا ما يناسبكم من العلاجات المتوفرة وذلك حسب الحالة وشدتها، وحسب الناحية المادية وتوفرها.

ونؤكد على اتباع التعليمات السابقة للتخفيف من الحالة، فإن لم تجد نفعاً فالبديل الحديث هو البوتكس المحقون بالشروط المذكورة أعلاه، ونكرر رفضنا لعملية قطع العصب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً