الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراكم الأشغال وأثره على الراحة النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بعدم الراحة النفسية بسبب تراكم الأشغال علي وعدم وجود بركة في الوقت والمال، وابني الصغير دائم البكاء ولا أعرف ماذا أفعل معه؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رغم أنه لم يتضح لنا عمر هذا الطفل إلا أننا نقول: إن الأم الناجحة هي التي تعرف سبب البكاء ثم تتعامل معه بناء على ذلك، علماً بأن الطفل قد يبكي من الجوع، وقد يبكي لأجل المرض، وربما يبكي لعدم اعتدال الجو، وربما كان سبب البكاء هو الخوف، وقد يكون البكاء لمجرد الدلال.

إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب، وأما إذا كان سبب البكاء هو الدلال لإجباركم على تنفيذ كافة الطلبات، فإن أفضل الحلول هو الإهمال حتى يقتنع أن الدموع والصراخ ليست وسيلة للوصول إلى ما يريد، مع ضرورة توحيد المنهج في التوجيه، كما أرجو أن يكون لوالده دور في تربيته فإن لم يستطع فلا مانع من أن يقوم الخال بالدور.

أما بالنسبة للضيق النفسي فعلاجه يكون بذكر الله وتلاوة كتابه واللجوء إليه، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ))[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))[الحجر:98-99].

أرجو أن تعلمي أن الأشغال لا تنتهي، وأن من واجبك تقديم الأهم، كما أرجو أن تدركي أن الهم لا يحل المشاكل ولكنه يعقدها، بالإضافة إلى آثاره السلبية عليك صحياً.

قد أحسن من قال: (عجبت لم اغتم ولم يفزع إلى قوله تعالى: ((لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))[الأنبياء:87]، فإني وجدت الله يعقبها بقوله: ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ))[الأنبياء:88]، والغم حزن لا يعرف له الإنسان سببا، وهو مرض العصر، وعليك بكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار والبعد عن معصية الواحد القهار، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة كما قال ابن عباس: (إن للمعصية ظلمة في الوجه وضيقاً في الصدر وتقتيراً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق، كما أن للحسنة نوراً في الوجه وسعة في الرزق وانشراحاً في الصدر ومحبة في قلوب الخلق).

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح الله لك الأحوال، ونسأل الله لك التوفيق والسداد وتعوذي بالله من الشيطان.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً