الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التربية الناجحة للابن المراهق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني بعمر 14 عاماً، وهو محافظ على الصلاة منذ صغره، وهو عضو دائم في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومنذ أكثر من شهرين لاحظت عليه بعض التغير المفاجئ، وأخشى أن يكون قد تورط في عادة الاستمناء؛ لأنه قبل عام لم يكن يغتسل يومياً مثل هذه الفترة الحالية، بل كان في الأسبوع يغتسل ثلاث مرات كحد أقصى، وأصبح يتأخر داخل الحمام أثناء الاغتسال، وبدأ يظهر عليه الإرهاق والنوم الثقيل، وأحياناً يشكو من ظهره.

رغم أني أوقظه لصلاة الفجر يومياً إلا أنه لا يظهر عليه أنه قد احتلم، وأشعر بالإحراج من أن أكلمه وأفاتحه في الموضوع وعن حرمته وخطورة هذا العمل على صحته، لأنني أخشى أن لا يكون يمارس هذه العادة فأكون بذلك فتحت مداركه لأمر لم يكن بحسبانه، فأرشدوني عن كيفية التعامل الرشيد في مثل هذا الوضع، وكذلك كيفية التعامل التربوي مع ابني بشكل عام وهو في مثل هذا العمر.

علماً أني لدي بنت تصغره بأربع سنوات، وهي محافظة على صلاتها وحفظها للقرآن الكريم ولله الحمد.

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ --- حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أسعدنا هذا السؤال الذي يدل على وعيك واهتمامك، وكم تمنينا أن يكون جميع الآباء بهذا المستوى من الحرص، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وهنيئاً لك بحفظ أبنائك للقرآن، ونسأل الله أن يلبسنا وإياك تاج الوقار، وأبشرك بأن الطفل إذا كان أساسه القرآن فإنه يعود غالباً إلى الصواب بإذن ربنا العزيز الوهاب.

قد جاء عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: (لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً)، وعليه فإننا ندعوك إلى اتخاذ هذا الابن بمثابة الصديق تشاوره وتحاوره وتآخيه، مع المحافظة على وقارك معه.

أما بالنسبة للسؤال المذكور فإن الصواب أن تناقشه بطريقة غير مباشرة كأن تأتي بكتاب فقهي يحدث عن غسل الجنابة والأحكام المتعلقة به ثم تطالبه بالقراءة وتشرح له الأحكام، وتقول له أنا والدك وأرجو أن تكون صريحاً معي إذا كنت لا تعرف هذه الأحكام، فإنك على أبواب مرحلة الرجولة ونحن سعداء جداً بذلك، ومن خلال الشرح تقول هناك من يفعل أشياء مضرة وهي قبل ذلك محرمة.

يمكن أن يكون المدخل من خلال تلاوة الآيات المتعلقة بذلك، أو مدارسة قصة قوم لوط، فإن الأسلوب غير المباشر يرفع الحرج ويفيد جداً في مسألة التعليم، وأنجح من يشرح هذه الأشياء هو الأب المحبوب أو المدرس المحترم صاحب الدين، ولا بد من شرح هذه الأشياء، لأننا إذا لم نعط الإجابة الصحيحة فإنه سيأخذ إجابات من رفقائه، وذلك أمر في منتهى الخطورة، كما أرجو أن تقترب الأم من ابنتها وتحاول شرح بعض الأمور لها أيضاً عن طريق شرح باب الفقه أو بأي أسلوب قصصي نافع.

التربية الناجحة تقوم على الوضوح مع الأبناء، وعلى توفير جرعات من الأمن والطمأنينة لهم مع ضرورة إشعارهم بالحب والأهمية، فإن ذلك يعصمهم بإذن الله من السقوط، وقد أحسنت بعدم المسارعة بمهاجمته واتهامه لأن ذلك الأسلوب يعود الأبناء على الكذب والاحتيال والغموض.

هذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة الإلحاح في الدعاء لنفسك وأبنائك، ونسأل الله أن يحفظ الشباب والفتيات وأن يرفعنا وإياكم عالي الدرجات.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً