الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الارتباك أمام الناس في حفلة الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أشكركم على هذا الجهد والنظام والحفاوة والضيافة
إن تلقاهم تقل لاقيت سيدهم *** مثل النجوم التي يسري بها الساري

مشكلتي تنحصر في الخوف الاجتماعي، ويرجع سبب هذه المشكلة إلى ضعف السمع الذي ابتليت به منذ الصغر، وأنا مقبل على الزواج قريباً إن شاء الله، وأخاف بسبب تلك الحالة التي ذكرتها، وأخاف من أن أرتبك أمام الناس في حفلة الزواج التي أنوي إعدادها، حيث أن أعراض الرهاب تمنعني حالياً من الرقي إلى المنابر، ولو حدث وفعلت فسوف أشعر بأعراض الرهاب المعروفة، مثل شدة خفقان القلب والشعور بخفة اليدين والرجلين وما أشبه ذلك، فبماذا تنصحوني؟ وهل الدواء يساعد؟ وإن كنتم تنصحون بالزيروكسات فهل سيعوق عملية المعاشرة الجنسية؟! علماً أني قرأت بعض العبارات الشافية بخصوص الانتصاب ونحوه، ومع هذا فأنا متردد هل أتناول الدواء أم أنتظر لفترة ما بعد الزواج؟ وما هي الكمية المناسبة من الجرعات؟!

وأما ضعف السمع - رغم وجود السماعات المعينة - فألاحظ أن الأشخاص لا يأبهون برأي الشخص الذي ابتلي بمثل ذلك، ومع ذلك الشعور بالإحباط وزيادة الخوف من المستقبل ما هو الحل؟!

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البرازيلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على رسالتك المفعمة بجميل الكلام وأطيبه، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

وأما بخصوص مشكلة الرهاب، فإن الرهاب الاجتماعي يجعل صاحبه دائماً يعيش تحت نوع من القلق التوقعي، لدرجة أن مشاعره يكون فيها مبالغة وتسبق وقوع أو التعرض لموقف اجتماعي معين.

فعليك أن تتفهم أن الأعراض التي تعتريك في المواقف الاجتماعية هي أقل مما تشعر بها، كما أن الآخرين لا يلاحظونها كما يعتقد الإنسان المصاب بالرهاب الاجتماعي، والمواجهة في الخيال والواقع وعدم التجنب هي أفضل الطرق السلوكية لعلاج القلق الاجتماعي.

وفي حالتك لا مانع من تناول أحد الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، وسوف تساعدك كثيراً بإذن الله تعالى، والدراسات تشير الآن أن الفافرين فعال جداً في علاج الخوف الاجتماعي، وهو لا يؤثر سلباً على المعاشرة الزوجية بأي حال من الاحوال، لذلك سيكون هو العقار الأفضل مقارنة مع الزيروكسات، مع اقتناعي الشديد أن الزيروكسات لا يسبب الصعوبات الجنسية بالدرجة التي ارتبطت في أذهان البعض.

فابدأ في تناول الفافرين بجرعه 50 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين ثم ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها خفض الجرعة إلى 50 مليجراماً ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ويفضل تناول الفافرين بعد الأكل، ويمكنك أيضاً أن تتناول عقارا مساعدا آخر يعرف باسم إندرال، وجرعته المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرامات صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 10 مليجرامات ليلاً لمدة شهر واحد، ويتميز الإندرال بأنه يعالج الأعراض الجسدية للقلق مثل تسارع ضربات القلب والعرق والرجفة.

وأما ما يخص ضعف السمع فهو ابتلاء بسيط، وأنت بحمد لله قد تكيفت معه، وإن كان بعض الناس لا يأبهون بأصحاب مثل هذه الحالات فأنت أيضاً لا تأبه بهم، وأعتقد أن معظم الناس هم من الأخيار، وما عليك بالأقلية التي لا تقدر ظروف الآخرين، فلا مانع مطلقاً من الاستعانة بالسماعات أو بأي وسائل أخرى تحسن السمع.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يكون زواجك ميموناً.

وبالله التوفيق.
--------------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الرهاب بالوسائل السلوكية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538)، وتنمية الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً