الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الرهاب والتخوف من اكتئاب الولادة

السؤال

بعد ولادتي لابني الأول بثلاثة أشهر أصبت بالتهابات شديدة في المثانة، وبينما أنا مستمرة في العلاج، أصبت بحالة رجفة ورعشة شديدة جعلتني أتنفس بصعوبة أيضاً، وقتها ظننت أني أرحل من الدنيا، وبدأت أقول وصيتي لزوجي بصعوبة، لكي أحتضر، وبعد أن تحسنت من مرضي الجسدي بدأت معاناتي النفسية، أحس بالموت كل يوم وزهدت في الدنيا، والخوف يلازمني في معظم الأوقات، ولكني حاولت بكل ما أوتيت من قوة التخلص من هذه المشاعر، وبعد ستة أشهر تحسنت بنسبة 50 % ، وبعدها قدراً زرت إحدى الدول العربية وتمكنت من أن أزور أحد أهم الأطباء النفسيين، وكتب لي Zoloft 50mg لمدة ستة أشهر وتحسنت ـ والحمد لله ـ بنسبه 95 % وقد انقضت المدة.

الآن الدكتور طلب مني أن أوقف العلاج بالتدريج، ولكني الآن حامل في الشهر الرابع ورجعت مخاوفي أن تنتكس حالتي خاصة بعد الولادة!
ماذا أعمل؟ فأنا أثق بالله ثم برأيكم .. وأشكركم سلفاً..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى عبد الواسع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة الحالة التي انتابتك هي نوع من الهرع، هذا الخوف الشديد كأن المنية قد أتت كل هذا يمثل حالة قلق نفسي شديد، ولاحظي أنه يعرف بنوبة الهرع أو نوبة الرهاب، ويظهر أن لديك نوعاً من الاستعداد للقلق والتوتر، عموماً ـ الحمد لله ـ أنت قد تحسنت بدرجة كبيرة جداً على العلاج، وهذا من فضل الله.

أما بالنسبة لاستمرارك على العلاج من عدمه فحقيقة نحن لا ننصح باستعمال الأدوية في الأشهر الأربعة أو الثلاثة الأولى للحمل، ولكن نقول حدث خير إن شاء الله وأنت ما دمت تتابعين مع الطبيبة النسائية لعمل تصوير الموجات الصوتية فإن شاء الله لا توجد أي مشاكل فيما يخص تخليق الجنين.

أما بالنسبة للدواء ـ حقيقة هنالك اختلاف في توجهات الأطباء وفي مدارس الطب النفسي وهكذا هنالك توجه يقول إن الإنسان إذا تحسن وكان على العلاج لمدة 6 أشهر فيمكن أن يوقف العلاج بالتدرج ولكن يعرف أن 40 % من الناس ربما يصابون بانتكاسات، ولذا يرى الآن معظم الأطباء أن الإنسان إذا استمر لمدة 9 أشهر إلى سنة ربما يكون هذا هو الأحوط والأفضل.
عموماً هذا التخوف الذي ينتابك وهو اكتئاب ما بعد الولادة هو تخوف مشروع، ولكن في نفس الوقت -أختي الكريمة- ليس من الضروري مطلقاً أن تصابين بحالة من الاكتئاب أو من القلق أو من الرهاب، يجب أن تكوني في جانب التفاؤل، ويجب أن تتذكري دائماً أن هذا الأمر حتى لو حدث فوسائل العلاج بفضل الله موجودة ومتوفرة جداً.

نصيحتي لك هي التوقف التدرجي من العلاج كما نصحك الطبيب، وأرجو ألا تكوني مشغولة أو تجعلي القلق التوقعي يسيطر عليك، بمعنى أنه ربما يحدث كذا وكذا بعد الولادة، اتركي الأمور تسير وأنت إن شاء الله في حرز الله وفي كنف الله، وإذا حدث أن أصبت بأي شيء من القلق والتوتر هذا لا يعني مصيبة أبداً، وأنت لديك تجارب إيجابية جداً مع العلاج، وقد تحسنت لهذه الدرجة الممتازة.

أختي الكريمة ركزي على الحمل، وأسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة، وتذكري أن هنالك إيجابيات كثيرة في حياتك، هذا بالطبع يشجعك أيضاً، وأنصحك مرة أخرى ألا تقلقي مطلقاً، وأن تجعلي التفاؤل يسيطر عليك، وأنت لك أشياء جميلة وطيبة في حياتك، وهذه يجب أن تعطيك الدافعية حتى تعيشي في صحة نفسية جيدة.

أرجو ألا تتشاءمي، وألا تدعي القلق التوقعي يسيطر عليك بأنك سوف تصابين بانتكاسة بعد الولادة، أنا لا أنكر ربما هذا يحدث، ولكن حتى لو حدث فالعلاج بسيط وبسيط جداً، وهو أن ترجعي وتتناولي الدواء وسوف تحسين إن شاء الله في فترة قصيرة جداً أن الأمور قد صارت على ما يرام، أسأل الله لك العافية، والتوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً