الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات لامرأة نادمة بعد استجابة دعائها على زوجها بالفقر

السؤال

سمعت عن موضوع اسمه التراجع عن الدعاء، ولا أعرف كيفيته، حيث دعوت على زوجي بأن يُصبح فقيراً وقد أصبح كذلك، وأنا في أشد الندم على ذلك.

لشدة عصبيتي وتعبي من العمل خارج المنزل وإذلاله لي بعد كل هذا الذي أقدمه للبيت وله وكأنه واجب علي، وقد أصبح فقيراً، وأنا أتمنى أن يرفع الله هذه الدعوة عنه.

أفيدوني. جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ الهام البركة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلمة أن تدعو على نفسها أو على أهلها أو على مالها إلا بالخير؛ حتى لا يوافق ذلك الدعاء لحظة يُعطى فيها عطاء فتكون الندامة والحسرة، وأرجو أن تعودي نفسك الدعاء بالخير حتى عند الغضب، والغضبانة تسكت، فإن تكلمت فبالذكر والخير، كأن تقول: الله يهديك، الله يسامحك.كما وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونحن نشكر لك هذه المشاعر الطيبة التي نتمنى أن تتحول إلى عمل إيجابي ودعاءٍ بالخير، ولا أظن أن هناك مانعاً من الدعاء له بالغنى والخير والهدى والتقى، مع ضرورة الإخلاص في الدعاء، والحرص على تحري أوقات الإجابة، وعودي نفسك الدعاء بالخير، واطلبي من الله أن لا يستجيب لك إلا إذا دعوتِ بالخير، وأن يحوّل كل دعوة صدرت منك بالشر والسوء إلى خير ورحمة وبركة لمن دعوت عليهم.

نحن نتمنى أن تتجنبي أسباب العصبية، وإذا داهمك الغضب فعليك بالوصفة النبوية التي جاءت بها كتب السنة، وهي كما يلي:

1- ذكر الله والتعوذ بالله من الشيطان.

2- السكوت.

3- ترك المكان.

4- تغيير الهيئة، فإن كنت واقفة فاجلسي، وإن كنت جالسة فاتكئي .

5- الوضوء.

6- الصلاة.

وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ))[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))[الحجر:98-99].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالإكثار من الدعاء لزوجك، وحاولي تخفيف ضغوط العمل، وإذا كان بالإمكان ترك العمل فذلك حسنٌ ومطلوب؛ لأن الإنسان إذا تعب توترت أعصابه، وأرجو أن لا تشعري الزوج أن ما حصل له بسبب دعائك عليه، فإن ذلك سبب والأمر لله من قبل ومن بعد، وعليكم جميعاً بتقوى الله والاستقامة والدعاء وبر الوالدين وصلة الرحم والإحسان للضعفاء؛ فإن هذه من مفاتيح الرزق.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً