الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخدام الأمثل لدواء (سبراليكس) وأعراضه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد كانت لي مشاركات سابقة وكان لأجوبتكم الأثر الكبير الذي أسهم في رفع معنوياتي بفضل الله فلكم كل الشكر والتقدير.

وباختصارٍ شديد فقد كنت أتناول الزيروكسات لمدة سنة ونصف ولكن وللأسف فلقد انقطع هذا الدواء من الأردن مما دعا الدكتور إلى استبداله لي بالسبراليكس (Cipralex 10 mg)، وقال لي: يجب أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر ومن ثَمَّ تتوقف عنه وبنفس الجرعة وبدون تخفيض، أي أني سوف أتوقف عنه في 13/9/2007، فهل إيقافه فجأة له أي تأثير أو أي أعراض انسحابية؟

مع العلم بأني قد تحسنت بشكلٍ كبير منذ بدء العلاج قبل سنة ونصف تقريباً إلا أنه في بعض الأحيان ينتابني ضيق في التنفس من جديد، علماً بأني إنسان مدخن، وعندما أشعر بالضيق ينتابني اجترار أفكار بشكل رهيب بأني سوف أموت بالإضافة إلى التعرق بشكلٍ كبيرٍ في تلك اللحظة مما يدعوني إلى الهروب وتغيير المكان، ومع ذلك يستمر هذا التفكير المزعج جداً.

أرجو منكم أن تخبروني ماذا أفعل في مثل هذا الموقف حيث أني أشعر بأنني سوف أختنق وسوف أموت، وتتطور الأفكار في لحظتها إلى شعوري بأن روحي سوف تصعد علماً بأن هذا الشعور هو سبب مرضي الأصلي، فأرجو أن تصفوا لي طريقة عملية أتصرف فيها في مثل هذه الحالة؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن السبراليكس قد تنتج عنه أعراض انسحابية، وهي شبيهة لدرجةٍ كبيرة للأعراض الانسحابية التي يسببها الزيروكسات وكذلك الزولفت، ولذا فيُنصح دائماً أن يتوقف عنه الإنسان بالتدرج.

وأما الجرعة التي تتناولها فهي ليست بالجرعة الكبيرة، وهي 10 مليجرام، علماً بأن الأبحاث تدل الآن على أن الجرعة العلاجية لهذا الدواء هي 20 مليجرام في اليوم ولكن هذا الأمر يُترك لطبيبك ليقرر فيه.

وحين يريد الإنسان أن يتوقف عن السبراليكس فمن الأفضل أن تخفض الجرعة بمعدل 5 مليجرام كل أسبوعين، ففي حالتك أنت الآن تتناول 10 مليجرام، وهنا حين يأتي وقت التخفيض أُفضل أن تخفض الجرعة إلى 5 مليجرام، ثم بعد ذلك تستمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك تتناول 5 مليجرام نفسها يوماً بعد يومٍ لمدة عشرين يوماً، فهذا سوف يكون من الطرق الجيدة جداً لسحب هذا العقار.

كما أن هنالك طريقة أخرى؛ وهي أن الإنسان يمكن أن يتناول البروزاك في نفس الوقت مع السبراليكس، وبعد ثلاثة أيام من تناول البروزاك بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام يتوقف عن تناول السبراليكس، وتستمر في تناول البروزاك لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن البروزاك فجأة ودون أي نوعٍ من التدرج؛ لأن البروزاك قريب جداً من هذه الأدوية ولا يؤدي إلى آثارٍ انسحابية، حيث أنه يتميز بوجود إفرازات ثانوية تحمي الإنسان - بإذن الله تعالى - من الآثار الانسحابية. إذن فهنالك طريقتين للتوقف عن السبراليكس.

وأما الأعراض التي ذكرتها فهي أعراض مهمة ولكني أرى أنك استطعت لدرجة كبيرة أن تعالجها وتتخلص منها بحمد الله وتوفيقه، وهذه الأعراض التي فيها القلق والتوتر يظهر أنه فيها جانب الرهاب وكذلك جانب الهرع، وتعتبر تمارين الاسترخاء وخاصةً تمارين التنفس المتدرج هي من أفضل الطرق التي تساعد في التخلص من هذه الحالات، وأنا لا أعرف إن كنت تمارس هذه التمارين أم لا؟

وعموماً؛ فالذي أنصح به هو أن تمارسها، وتوجد أشرطة وكتيبات كثيرة جداً توضح كيفية إجراء هذه التمارين، كما أن معظم العيادات النفسية مزودة بهذه الكتيبات، وكذلك يوجد الأخصائيين النفسيين - وليس الأطباء النفسيين - الذين يقومون بتدريب الناس على كيفية إجراء هذه التمارين.

وهذه التمارين في أبسط صورها أن تسترخي وتكون في مكانٍ هادئ، وتفكر تفكيراً إيجابياً تأملياً، ثم بعد ذلك تغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، وتتناول نفساً عميق وبطيئاً عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، ثم املأ الصدر بالهواء حتى ترتفع البطن، وبعد ذلك أمسك الهواء لفترة خمس ثوان، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، وبنفس القوة والبطء الذي قمت به في حالة الشهيق، وكرر هذا التمرين عدة مرات، وإذا مارسته بالصورة الصحيحة فربما تحس أنك قد أصبحت مسترخياً، وأعرف أن هنالك من يدخل في النوم بعد ذلك، وهذا من التمارين الجيدة جداً، ويمكنك أن تمارسه في أثناء الحياة اليومية حين تنتابك أو تحس بهذه الأعراض، وكذلك عند توقعك حدوث هذه الأعراض فيمكنك أن تأخذ هذا النفس العميق حتى وإن كنت في أي موقف اجتماعي أو في أثناء العمل أو خلافه، وهذا - إن شاء الله - سيؤدي إلى إجهاض هذه الحالات.

كما أن العلاج التأملي المعرفي مهم جداً، وهو أن تتذكر أن هذا مجرد قلق وتوتر ورهاب، فقل لنفسك: أنا لن أهتم بهذا، وحقِّر الفكرة، وقل: حتى وإن حدث لي فلن يحدث منه أي ضرر إن شاء الله، وقل لنفسك: أنا الآن عرفت طريقي وعرفت الطريق الذي أتخلص منه من هذه الحالات وذلك بتحقيرها وعدم التفكير فيها وأخذ تمارين التنفس. فهذه هي أفضل الطرق التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يتخلص من هذه النوبات.

ولا شك أن ممارسة الرياضة أيضاً وخاصةً رياضي المشي أو الجري تعتبر عاملاً علاجياً فعالاً.

وأرجع مرة أخرى لموضوع الدواء؛ فإذا كانت هذه الأعراض بالشدة والحدة - مع احترامي لرأي الطبيب الذي يقوم بعلاجك - فربما يكون من الأفضل أن ترفع السبراليكس إلى 20 مليجرام في اليوم، فارفعه من الآن واستمر عليه حتى نهاية شهر رمضان، وبعد ذلك قم بتخفيضه بمعدل 5 مليجرام كل أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، وحين تصل إلى الخمسة مليجرام الأخيرة تقوم بنفس الترتيب الذي ذكرته لك في صدر هذه الرسالة وهو أن تتناول خمسة مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين. وأسأل الله لك التوفيق والشفاء والعفو والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو عبدالله

    بسم الله اولا واخرا
    بالنسبه للعلاج اين كان فهو مساعد بعد الله عز وجل لحل المشكله
    انا انصحك اخي الكريم بتغير نمط حياتك كامل واشغال الجسد والعقل بأي مجهود لتساعد نفسك

  • رومانيا شكرا

    اشكركم اخواني على على إجابيتكم

  • السعودية ولاء بنت احمد

    بسم الله الرحمنة الرحيم .
    انا استخدم حاليا ثلاثة ادوية نفسيه , والملحوظ ان كل دواء له اعراض لكن نحن نستخدم هاذي الادويه للعلاج وتحسن الحال وتحسين المزاج لكن لا نعتمد اعتماد كلي على الادوية ممكن الانسان يحسن حياته من جميع النواحي من ناحية الدراسة العمل الصلاة والعباده والتعامل مع الناس والثقافه وقراءة الكتب والأهم الابتعاد عن الفراغ والأفكار السلبة والحياة تحتاج الى تحقيق الأهداف لكي يكون الانسان فعلا ناجح والتغلب على المشاكل سواء كانت نفسيه او غيره .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً