الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وعدم القدرة على النوم بسهولة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلق وتوتر شديدين، ولا أستطيع النوم بسهولة، وأتعب حتى أنام ساعة واحدة، ولا أستطيع أن أجلس في مكان واحد أكثر من عشر دقائق، وخصوصاً وقت انتظار أمر ما، وأشعر أن نفسي هائجة ولا أستطيع أن أجلس فارغاً بدون أي حركة أو عمل.

علماً أني سريع في كلامي وأتلعثم أحياناً، ودائماً أجد نفسي مستعجلاً وأحس أن جميع جسدي ينبض وضربات قلبي أشعر بها في كل جسمي، وأعطي الأمور أكثر من حجمها وأحتاط لكل شيء، ولا أحس باكتئاب شديد وإنما اكتئاب بسيط، وعندما أصلي ركعتين وأذكر رحمة الله فإنه يزول.

وأنا إنسان جدي لا أحب الغلط ولا أحتمله وليس لدي صبر على أي شيء.

فأرجو مساعدتي وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما أوردته في رسالتك من أعراض فإنها من صميم أعراض القلق النفسي، والقلق النفسي بالطبع هو عدة أنواع، ولكن هذا هو النوع الشائع والمعروف، ويعرف بالقلق النفسي العام، بمعنى أن القلق يسيطر على كيان الإنسان ويؤدي إلى أعراضٍ نفسية وأعراض جسدية مثل التي وردت في رسالتك.

وعموماً فإن القلق ليس كله سيئاً، فالقلق طاقة نفسية مطلوبة وهي مدعمة للإنسان وتزيد من فعاليته ودافعيته، ولكن بالطبع حين يشتد ربما يسبب حالة مرضية ويكون سلبياً، وعموماً فإن هذه الحالة تُعالج بعدة خطوات:

أولاً: تأكد أن الحالة ليست خطيرة.

ثانياً: من أفضل الأشياء هي تمارين الاسترخاء حيث تعتبر من العلاجات الطيبة جداً إذا طبقها الإنسان بالصورة الصحيحة، وهناك كتيبات وأشرطة كثيرة منتشرة في المكتبات في المملكة، ومن خلالها إن شاء الله تستطيع أن تطبق هذه التمارين بالصورة الصحيحة، وأيضاً يمكن أن تستعين بأحد الإخوة الأخصائيين النفسيين وليس الأطباء النفسيين، فالأخصائيين النفسيين يجيدون هذه التمارين، فيمكنك أن تسترشد بخبرتهم.

ثالثاً: دائماً حالات القلق تزداد مع الاحتقان النفسي الداخلي، والاحتقان النفسي الداخلي يتأتى من عدم الرضا، ويتأتى من أن الإنسان يحتقن داخلياً ولا يعبر عن نفسه ولا يفرغ ما في كيانه الداخلي، خاصةً الأشياء التي تكون غير مرضية بالنسبة له، إذن؛ فالإنسان محتاج أن يحفز نفسه داخلياً وتلقائياً، وذلك بأن يعبر عن ذاته، خاصةً في الأمور التي لا ترضيه.

رابعاً: الرياضة فعالة ومفيدة جداً، وقد وجد أنها تؤدي إلى الاسترخاء العضلي وتؤدي إلى امتصاص طاقات الغضب وتؤدي إلى إفرازات كيميائية بيلوجية داخلية، خاصةً مادة تعرف باسم إنكفالين، وهذه تؤدي إلى الراحة النفسية وإلى زوال القلق وإلى تحسين النوم، فأرجو أن تلجأ للرياضة، أي نوع متيسر من الرياضة، وتعتبر رياضة المشي من أفضل الرياضات على أن لا تقل مدة المشي عن أربعين دقيقة في اليوم.

بعد ذلك نأتي إلى الشق الدوائي، فهناك عدة أدوية تساعد في علاج القلق، خاصةً الأدوية المضادة للاكتئاب تعتبر الآن هي الخط الأساسي في علاج القلق، وأنصحك أن تتناول العقار الذي يعرف باسم موتيفال، وهو بسيط وسهل ومتيسر، ويمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، فتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين.

وبعد تناول الموتيفال إذا لم تتحسن بعد أسبوعين من البداية فهذا يجعلنا نفكر وننصحك بأن تضيف أحد الأدوية الأخرى التي هي أكثر فعالية في إزالة القلق، وربما يعتبر فافرين أو زولفت من الأدوية الطيبة، وجرعة الزولفت هي حبة واحدة 50 مليجراماً ليلاً، وتتناوله لمدة ثلاثة أشهر، وأما بالنسبة لجرعة الفافرين فهي 50 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 50 مليجراماً ليلاً لمدة شهر، فهذه كلها خيارات متاحة.

وبالنسبة للنوم فإن تمارين الاسترخاء والدواء والرياضة سوف تحسن كثيراً من النوم، وأنصحك بجانب ذلك أن تحسن صحتك النومية بأن تتجنب النوم في أثناء النهار، وأن لا تتناول الأطعمة التي تحتوي على الكافيين مثل الشيكولاته، وأيضاً أن لا تتناول الشاي والقهوة والبيبسي، فهذه المشروبات تحتوي على مادة الكافيين، فعليك أن تقلل من تناولها في أثناء النهار، ولا تتناولها بعد الساعة السادسة مساءً.

ولا شك أن تثبيت وقت النوم ليلاً أيضاً يساعد الإنسان في تنظيم الساعة البيلوجية لديه، فهيئ الجو والمحيط الذي يحيط بك قبل النوم، وأن يكون المكان هادئاً واقرأ شيئاً ولا تقرأ المواضيع الجذابة جداً والمثيرة، فاقرأ موضوعاً وسطياً أو غير مثير، وبالطبع كن حريصاً على أذكار النوم.

فهذه كلها إن شاء الله سوف تحسن من صحتك النومية، واتبع الإرشادات السابقة، وأنا على ثقة كاملة أنه بإذن الله تعالى سوف يزول هذا القلق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان عائشة

    بس برضو القران الكريم قبل كل شئ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً