الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبية الطفل

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل واحد فقط وعمره سنة ونصف، أنا قلقة على طريقة تربيته؛ لأنه عصبي ويغضب بسرعة شديدة، وإذا لم يحصل على ما يريده يغضب ويضربني، ولا أعرف ما الحل؟ وكيف بهذا العمر يغضب هكذا؟
لله الحمد أنا وأبوه نحب بعضنا بشدة، ونعشق ابننا، يمكن عمته الصغيرة عصبية جداً بسبب مشاكل بين والديها، وهي بعمر 13 سنة، أعتقد أنه يقلدها، ولا أعرف ما الحل؟
لا يرضى أن يأكل إلا الحلويات، ولا يأكل الأكل الصحي، جدته من أبيه تعطيه هذا الأكل؛ لأنها تعطي ابنتها - عمته الصغيرة - هكذا، نبهتها أن صحة ابنتها ليست جيدة، وتغذيتها غير صحية، وطلبت منها عدم إعطاء ابني هذا الأكل بكل وقت، وإذا هي مصرة على إعطائه في وقت العصر.
لا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أربي ابني تربية صحيحه؟ وكيف أنمي ذكاءه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم الفهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو ألا تنزعجي مطلقاً، فالطفل في هذا العمر لا يحكم عليه بأنه قلق أو عصبي أو متوتر، فهذه تصرفات جانبية بسيطة جدّاً تحدث من الأطفال باختلاف أعمارهم، وأنا حقيقة سوف أركز على جانب واحد، فأستطيع أن أستشف من رسالتك أنه لديك درجة عالية من الشفقة على طفلك، وهذا طبيعي والجميع يحبون أبناءهم وهذا هو المفترض، ولكن أود أن أؤكد لك أن أخطاء التربية تحدث إذا عاملنا الطفل معاملة خاصة، فالطفل الذي نعامله معاملة خاصة – خاصة الطفل الأول أو الولد وسط البنات أو البنت وسط الأولاد أو الطفل الأخير – نضره ضرراً بليغاً، فلابد أن يكون هنالك نوع من التوازن، فأرجو أن تتجاهلي ما سميته من عصبية من الطفل وأنه يضرب، فالتجاهل سوف يجعل الطفل يترك ذلك.

وأرجو أن تتيحي للطفل أن يختلط بأطفال آخرين، فهذا أمر مهم جدّاً، وأرجو ألا تكوني شفوقة للدرجة التي تجعلك لا تتركيه مع الأطفال الآخرين، اتركيه ودعيه يلعب مع الأطفال، ودعيه يتمتع ويرتع ويتعلم من الآخرين، يضرب ويُضرب وهكذا، فهذه تفاعلات إنسانية تربوية ضرورية جدّاً، أنا لا أقول أن هنالك منهجا يجب أن نكتبه ونسطره في التربية، هذا ليس أمراً مرغوباً؛ لأن التربية في نظري هي أمر تلقائي نتعلمه من أنفسنا ومن بعضنا البعض، ومن عقيدتنا، ومن ديننا، وبالاستماع إلى رأي التربويين، ولكن المبدأ الأساسي في التربية هو دائماً الترغيب وشيء من الترهيب المعقول، والتوكل، ويجب أن نعرف أن الله خير حافظا، فأرجو ألا تفرضي حماية مطلقة على طفلك، وأرجو ألا تضعيه في داخل كبسولة تربوية خاطئة، فهذا هو الذي أود أن أوصيك به.

بالنسبة للأكل والتغذية؛ فبالطبع الطفل يكتسب هذه العادات، فإذا قدمت له الحلويات سوف يحبذ الحلويات لا شك في ذلك، وإذا قدم له الحليب أولاً سوف يتعود على ذلك، فالأمر أمر تعودي وهو يعتمد على التدريب، وأرجو أن تستسمحيني عذراً أن أقول لك: حتى الحيوانات في السرك يمكن أن تدرب، وهذه هي نظرية الحاجة، فالإنسان إذا احتاج لشيء يطلبه بطريقة شعورية وغير شعورية.. إذن قللي من الحلويات ولا تعطي الطفل الحلويات.

بالنسبة ما تقوم به قريبتكم من إعطائه تغذية غير سليمة هنا يمكن أن يشرح لها الأمر بشيء من الود وشيء من الوسطية، وسوف تقبل ذلك بإذن الله تعالى، حاولي ألا تدخلي معها في نقاش حاد، هي لديها طريقتها ولديها بالطبع توجهاتها التربوية الخاصة، وهي بالطبع تكن له كل حب ومودة.. إذن أنا لست من الذين يميلون لفرض القوانين الصارمة التي تكتب في الكتب عن مناهج التربية، فمنهج التربية هو أمر فطري، ولكن يجب أن يكون دائماً على عدم فرض الحماية المطلقة على الطفل، فيجب أن يكون الطفل لديه مساحة من الحرية التي يتحرك فيها ويجب ألا نجعل الطفل يعتمد علينا اعتماداً كاملاً، ويجب أن يعطى الفرصة للاحتكاك مع الأطفال الآخرين، هذا ينمي ذكاءه وهذا آخر ما ورد في رسالتك.

وأيضاً الشيء الذي ينمي الذكاء هو الإكثار من المخاطبة للطفل بلغة مبسطة، وأيضاً إعطاؤه اللعب المفيدة التي تناسب عمره.

أسأل الله تعالى لابنك العافية وأن يحفظه ويرعاه وأن يرزقكم ذرية طيبة، وأنا سعيد جدّاً أنكم تعيشون في مودة ومحبة وتواصل وهذا في حد ذاته سوف يهيئ المناخ الصحي السليم بالنسبة للطفل من الناحية التربوية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً