الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار الجانبية لعقار (الأنفرانيل) لعلاج الرهاب وكيفية تجاوزها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي رهاب اجتماعي ذهبت إلى طبيب فأعطاني دواء اسمه (أنفرانيل)، وقد استعملته لمدة شهرين كما وصف لي الطبيب.

وبدأ الخوف المسبق ينقص، لكن التلعثم زاد عن الأول، فأنا الآن أتلعثم أكثر مع أمي وأخواتي الصغار، وأصبحت أسهو كثيراً وأحس بموجات تمر بدماغي وتأتيني دوخة أكاد أسقط منها على الأرض، وعندما أمشي فإنني أترنح كالسكران، وأما جفن عيني فقد أصبح أسود ومغوراً، وأحس بألم النوم في عيني كأني متعب، وفي بعض اللحظات عندما أمشي لا أتحكم في رجلي.

أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Chakir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الأنفرانيل من الأدوية الجيدة جدّاً لعلاج كثير من الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوساوس القهرية والمخاوف، ويساعد أيضاً في علاج الرهاب الاجتماعي.

وهذا الدواء من الأدوية القديمة وقد ظل في الأسواق الدوائية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وكما ذكرت فإن فعاليته غير مشكوك فيها، ولكن من الصعوبات التي قد يسببها هذا الدواء هي الآثار الجانبية، وكل ما ذكرته أنت الآن من صعوبات واجهتك هي في الحقيقة من الآثار الجانبية لهذا الدواء، فهو ربما يؤدي إلى جفاف في الفم وهذا الجفاف يؤدي إلى تلعثم في الكلام لدى بعض الناس، وهذه الموجات التي تحس بها في الدماغ هي جزء من الحركة الكيميائية المتأتية من هذا الدواء، كما أن الدوخة هي واحد من الأعراض التي تظهر عند استعمال الأنفرانيل لدى 20 إلى 30% من الناس، وذلك لأنه ربما يؤدي إلى انخفاض بسيط في ضغط الدم، كما أنه قد يؤدي إلى تعثر في المشي كما ذكرت.

وأما بالنسبة للنوم فهذا الدواء يساعد في النوم ولكن بكل أسف قد يدخل بعض الناس في مرحلة ما بين النوم واليقظة، وهذا بالطبع يؤدي إلى نوع الأعراض التي ذكرتها أنت فيما يخص الصحة النومية لديك.

والأعراض الجانبية لهذا الدواء يمكن تجنبها بعدة طرق وهي: أنه لابد أولاً أن تكون جرعة البداية صغيرة والجرعة المتوسطة التي نبدأ بها هي 25 مليجرام، ولكن الناس تتفاوت في تحملها للأدوية ولآثارها الجانبية، وفي بعض الناس نبدأ بجرعة 10 مليجرام فقط، ثم بعد ذلك تُبنى الجرعة بالتدرج، وهذا التدرج يتفاوت أيضاً من شخص إلى آخر، ويمكن أن ترفع الجرعة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ... وهكذا، وبالطبع الجرعات الصغيرة لوحدها لن تكون جرعات علاجية كاملة، لذلك لابد أن يصل الإنسان إلى الجرعة العلاجية، والجرعة العلاجية في نظري بالنسبة للأنفرانيل يجب أن لا تقل عن 75 إلى 100 مليجرام في اليوم، علماً بأن هذا الدواء يمكن أن يعطى حتى جرعة 250 مليجرام في اليوم، وأيضاً للتقليل من الأعراض الجانبية لهذا الدواء يكون بكثرة شرب الماء.

ثانياً: على الإنسان إذا أراد أن يقف على رجليه من موضع الجلوس فلابد أن يكون ذلك ببطء شديد حتى يتجنب الدوخة، وبالنسبة للنوم فتجنب النوم النهاري، وتناول الدواء مبكراً في المساء حتى يساعد في تحسين النوم واختفاء الأعراض التي ذكرتها.

وأرى أن تستمر على الأنفرانيل ولكن يمكن أن تقلل الجرعة، ثم بعد ذلك تتدرج في رفعها، والمقصود بذلك هو الموازنة ما بين ما تسببه الآثار الجانبية من الانزعاج والوصول إلى الجرعة العلاجية.

ويتميز هذا الدواء بأنه قليل التكلفة، وبالطبع إذا لم تتحمل الآثار الجانبية هذه بمرور الوقت - حيث أنها من المفترض أن تقل وتنخفض – يكن الحل الوحيد المتوفر أمامنا هو أن تتوقف عنه وتنتقل إلى علاج آخر مثل الفافرين والزولفت والزيروكسات والسبراليكس، وهذه بالطبع – كما ذكرنا في السابق – جيدة، ولكن ربما تكون مكلفة، كما أننا لا نستطيع أن نقول أإها تناسب كل الناس.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً