الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدويه الجيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي

السؤال

أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ زمن، ويحمر وجهي في بعض المواقف التي تنتابني مثل الاجتماعات أو التكلم مع أحد غريب، وقد وصف لي الدكتور ( زيروكسات الجديد 25 مغ + اندرال 40 مغ + زاناكس ) وارتحت مع ذلك ولكن الدكتور ألغى عني الزاناكس ورجعت بعض الحالة التي عندي سابقاً.

ما هي الأدوية الجيدة لعلاج هذا الداء الكريه؟ وهل أستطيع استخدام الزيروكسات مع التفرانيل؟

مع الشكر الجزيل يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي! في رأيي أهم العلاج لعلاج الرهاب الاجتماعي هو المواجهة، والإصرار على المواجهة، والمواجهة تمثل المكون الرئيسي في العلاج السلوكي، والمكون الآخر هو أن يحقر الإنسان في داخل نفسه وتفكيره ووجدانه هذا الرهاب، الإنسان يقول لنفسه لماذا أنا أصاب بهذا؟ أنا أقوى من ذلك، ولينظر الإنسان إلى بقية الناس أنهم يستطيعون أن يقفوا هذه المواقف دون أي خوف أو هلع.

إذن: العلاج السلوكي يعتبر علاجاً أساسياً، يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، العلاج الدوائي أيضاً علاج فعال وعلاج ممتاز، ولكن لابد من العلاج السلوكي أيضاً، وإذا أخذ الإنسان الدواء وأجاد وطبق العلاج السلوكي، فإن شاء الله تكون النتائج ممتازة، وتكون حقيقةً النتائج رائعة جداً، ويتخلص الإنسان من هذه العلة.

بالنسبة للزيروكسات هو من الأدوية الممتازة والتي درست كثيراً في مجال الرهاب الاجتماعي وفعاليته معروفة وثابتة، ولكن يتطلب الاستمرار في العلاج، وكثيرمن الدراسات تشير الآن أن جرعة 40 - 50 مليجرام في اليوم هي الجرعة المطلوبة، إذن أنت أخي في حاجة لرفع الجرعة قليلاً، ويمكن أن يكون الرفع بالتدريج، ارفع بمعدل نصف حبة وبعد أسبوعين يمكنك أن تكمل النصف الآخر ليكون العلاج 50 مليجرام في اليوم، والزيروكسات الجديد لا يتميز من ناحية الفعالية العلاجية على الزيروكسات القديم، ولكنه ربما يكون قليل الآثار الجانبية خاصةً الغثيان، والإمساك الذي قد يحدث لبعض الناس في بدايات العلاج.

الإندرال دواء يساعد بالطبع في تقليل الأعراض الجسدية المصاحبة للرهاب، والرهاب بالمناسبة يعتبر نوعا من القلق العصابي، أما بالنسبة للزاناكس، فالزاناكس فعلاً مريح ومهدئ وهو طيب، ويزيل هذا الخوف، ولكن الزاناكس يعاب عليه أنه يؤدي إلى التعود، وحين يتوقف عنه الإنسان ربما يشعر بنوع من القلق والانزعاج ومعاودة المخاوف، ولذا أنا لست مستغربا في الذي حدث لك، لكن يا أخي لا أدعوك مطلقاً أن ترجع إلى الزاناكس، وإن شاء الله حين تصلك هذه الرسالة سوف تكون هذه الأعراض الانسحابية التي حدثت لك قد انتهت، الأعراض الانسحابية للزاناكس، وأنا على ثقة كاملة أن الزيروكسات سوف يكون مفيدا تماماً بالنسبة لك، وحتى الإندرال بعد أن تتحسن يمكنك أن تتوقف عنه وتظل على الزيروكسات فقط، بالطبع مع المواجهة والإصرار على المواجهة، وتحقير فكرة هذه المخاوف في الأصل هذا أمر ضروري جداً.

أخي: عليك أيضاً بالحرص على آليات التفاعل الاجتماعي الأخرى، ممارسة الرياضة الجماعية، الحرص على حضور المحاضرات، الجلوس في الصف الأمامي في المسجد، حضور حلقات التلاوة، هذه كلها علاجات سلوكية للرهاب والخوف الاجتماعي أثبتت فعاليتها.

بالنسبة للأدوية الجيدة، كما ذكرت لك، الزيروكسات يعتبر دواء جيداً، وهنالك دراسات الآن تشير أيضاً أن السبراليكس علاج فعال لعلاج الرهاب الاجتماعي، وكذلك الزولفت أو ما يعرف بلسترال، وهنالك أيضاً دراسات توضح أن المكلوبمايد، وهو دواء ليس شائع الاستعمال ولكنه أيضاً مفيد (Mocolobemide) هذه الأدوية الفعالة لعلاج المخاوف الاجتماعية، وحقيقةً أياً كان نوع الدواء، الشيء الضروري هو الحرص على الجرعة والجرعة الصحيحة والاستمرارية، هذه هي الأمور التي قد يخطئ فيها بعض الإخوة، يستعجلون في إيقاف الدواء أو لا يتناولونه بالتزام، أو لا تكون الجرعة صحيحة.

بالنسبة لاستخدام الزيروكسات مع التفرانيل، التفرانيل هنالك دراسات تشير أنه أيضاً جيد لعلاج المخاوف، ولكن مجموعة الزيروكسات وهي التي تعرف بمجموعة ( Ssris ) ومجموعة التفرانيل وهي التي تعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، هذه المجموعة لا ينصح حقيقةً بأن يتناول الإنسان المجموعتين مع بعضها البعض، لا أقول إن ذلك ممنوع، يمكن للإنسان أن يتناول ولكنه غير منصوح به، إذا اضطر الإنسان أو أراد أن يتناول يجب أن لا تزيد جرعة التفرانيل عن 25 مليجرام، أو 50 مليجرام في أقصى الحالات.

إذن هو الذي أود أن أوضحه لك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية .


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً