الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل في المشاركة مع الطلاب في الفصل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، مشكلتي تكمن في الخجل الشديد، حيث أدرس في معهد للإنجليزية فيمنعني الخجل من المشاركة في الفصل خوفاً من السخرية، خصوصاً أمام الفتيات، الشيء الذي يؤثر في مستواي التحصيلي ويجعلني أكره ذاتي، خصوصاً أني أرى زملائي يشاركون في الفصل بدون ارتباك أو نقص.
أرجو إن كان هناك دواء أو وصفة تمكن من التخفيف من حدة هذا الخجل أو القضاء عليه، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الخجل الشديد الذي وصفته أرى أنه ربما يكون نوعاً من القلق أو الرهاب أو الخوف الاجتماعي، وهو الخوف من المواجهة خاصة في الأماكن التي فيها تجمُّعات، وإذا كان الإنسان مضطرا أن يتفاعل مع الآخرين، هذا أيضاً ربما يؤدي إلى نوع من الخوف، كما أنه يشعر الإنسان أنه ربما يكون محط الاستهزاء من قبل الآخرين.

أرجو أن أؤكد لك أن هذا الشعور بأنك مرصود أو مقصود أو أنك سوف تكون محط سخرية هذا ليس صحيحاً، لقد أثبتت التجارب العلمية النفسية التي أجريت على كثير من مرضى الخوف الاجتماعي أن هنالك مبالغة واضحة في تصورهم وتخيلهم نحو أعراضهم، الكثير يرى أنه سوف يفشل أمام الآخرين أو أنه يرتجف أو يرتعش أمامهم، حين تم تصويرهم عن طريق الفيديو وعرضت عليهم الصور بعد ذلك شاهدوا أنفسهم أن هنالك مبالغة في مشاعرهم، فأرجو أن تطمئن.

بالتأكيد العلاج لكل خوف هو أن يواجهه الإنسان، المواجهة وعدم التجنب هو الشيء الأساسي.

الذي أنصحك به هو: أجلس يوميّاً لمدة نصف ساعة وتخيل أنك أمام جمع من الطلاب وتقوم بإلقاء الدرس أو المحاضرة أو الأستاذ قد طلب منك أن تقوم بعمل معين ولا مفر منه، عش هذا الخيال بقوة وبثبات وكرره يوميّاً، هذا التعرض في الخيال هو نوع من العلاج السلوكي الممتاز والذي يساعد كثيراً، وحين تذهب إلى المعهد أرجو أن تتخيل العكس، تخيل أنك لوحدك في الفصل وأنك لا تخاطب أي جمع من الناس، ابني هذا الشعور في نفسك، ولا مانع من أن تغمض عينيك بعض الشيء حتى تتصور أنك لا ترى الآخرين أو أنهم لا يشاهدونك، أرجو أن تبني هذا الخيال في تفكيرك أيضاً وتطبقه أيضاً في أرض الواقع.

هنالك جوانب أخرى يجب أن تختلط فيها اجتماعيّاً، على سبيل المثال: تخيل أنك تقوم بالصلاة في جماعة، تخيل هذا الموقف، ويا حبذا أيضاً لو طبقت ذلك أيّاً من زملائك الذين معك، ادعوهم لأن تصلوا مع بعضكم البعض، وقم بالإمامة لهم، هذا شيء جيد يساعد كثيراً في التخلص من الخوف الاجتماعي.

أرجو أن تقوم أيضاً بتسجيل صوتك بصوت مرتفع بأن تلقي محاضرة مثلاً في جمع من الناس، وقم بعد ذلك بالاستماع له.

إذن: المبدأ الأساسي هو ألا تتجنب وأن تعرض نفسك للمواقف الاجتماعية، عرض نفسك في الخيال وفي الواقع.

أيضاً حين تذهب لمقابلة مجموعة من الناس دائماً حضر موضوعاً أو موضوعين وقل إني سوف أبدأ بأن أقرأ المواضيع مع الآخرين، لا تكن مستمعاً بل كن أنت البادئ بالحوار وناقش، وصدقني الخوف يكون في البدايات وبعدها تستقر الأمور بصورة أفضل.

أرجو أيضاً ألا تستعمل يديك حين التخاطب، أي لا تستعمل اللغة الحركية، استعمل اللغة الكلامية فقط.

انظر للآخرين في وجوههم حين تتحدث معهم، هذه مهارات اجتماعية بسيطة ولكنها تساعد على زوال الخجل تماماً.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالحمد لله ـ توجد أدوية ممتازة جدّاً، هنالك دواء معروف يوجد في الدول الاسكندنافية يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام – نصف حبة – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعدها ارفع الجرعة إلى 10 مليجرام، وبعد شهر ارفعها إلى 20 مليجرام لمدة ستة أشهر متواصلة، حبة يوميّاً من فئة 20 مليجرام بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم إلى 5 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، هذا يساعد تماماً في انتهاء كل هذه المظاهر التي وصفتها بالخجل وإن كنت أرى هي نوع من الرهاب الاجتماعي.

عليك أن تمارس الرياضة الجماعية مع أي مجموعة من الشباب، يحدث في الرياضة الجماعية نوع من التفاعل الجماعي اللا إرادي، أيضاً حلقات التلاوة يحدث فيها نوع من الترابط والتعرض الاجتماعي الإيجابي.

كل هذه الوسائل وسائل علاجية سوف تجد فيها إن شاء الله خيراً كثيراً.

إذن أرجوك أن تتبع الإرشادات التي ذكرتها لك وتتناول العلاج الذي وصفته لك، وهو دواء سليم وسوف تجد كل الخوف قد انتهى وأصبحت أكثر طمأنينة، وسوف يتحسن مزاجك أيضاً بإذن الله تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً