الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض انسدال الشريان التاجي ومضاعفاته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شقيقتي عندها مشكلة كبيرة، وطرأت لها مؤخراً حالة حدثت لها مرتين، وهي إغماء وتسارع بالنبض وصل إلى 300 نبضة في الدقيقة، وبعد زيارة الأطباء والفحوصات شخص الأطباء حالتها بانسدال (ليس انسداد) الشريان التاجي، وعلى أنه عيب خلقي ظهر معها متأخراً ( بعمر 33 سنة )، وكتبوا لها إنديرال 40، ثلاث حبات يومياً، ومن ثم خفضته الآن إلى حبة عيار 40 يومياً ولكن هذا الدواء رغم شدة فعاليته إلا أنه يسبب لها ضيق نفس، وحتى انسداد النفس، وهي أيضاً تعاني من حساسية صدرية تكون عنيفة أحياناً! علماً أنها أم لأربعة بنات، وعمرها الآن 35 سنة، ما أود معرفته بأمانة ودقة وتفصيل -أرجوكم- ما يلي:

1- ما هذا العيب الخلقي، وأليس له حل؟ فقد ذكر لنا أحد الأطباء أن هناك عملية له يستخدم فيها الكي للشريان التاجي، ولكن من مخاطرها احتمال توقف القلب، ما صدقت هذا الكلام، ويعني انسدال كما شرحها لنا الطبيب ميلان أو اعوجاج الشريان التاجي، ما مدى علمية وطبية هذا الحديث؟
2- هل ممكن أن يظهر العيب الخلقي في سن 33 عاماً؟
3- تنوي شقيقتي الحمل، فهل للحمل مخاطر على صحتها - يجب- ألا تحمل أم مع الدواء تكون الأمور تحت السيطرة؟
4- لا زالت صغيرة، فهل لذلك دلالة على مستقبل غير طويل؟ وبالتأكيد كل الأمر بيد الله جل وعلا والأعمار والآجال بيده وحده سبحانه في علاه، ولكني أخاف عليها جداً؟
5- هل ممكن لا سمح الله ولا قدر أن يحصل تضخم بالقلب من شدة التسارع وذلك مع الزمن، وهل يؤدي التسارع إلى تضخم القلب؟
6- هناك تسارع بالنبض بالعائلة كلها ربما؟ ويكون أحياناً 90 وأخرى قد يصل إلى 120 فما الحد الطبيعي للنبض وما متوسطه ومع أي عمر؟
7- كيف يمكن تجنب الأسوء مع وجود هذه المشكلة؟
8- كيف تكون الوقاية الحقيقية للقلب؟ وما هي الأمور التي تضر القلب؟
9- قال الطبيب: الأنديرال كل العمر! فما مخاطره مع الاستعمال الطويل وأضراره الجانبية؟ وهل هناك دواء يشرب كل العمر؟
10- ما الحل عند وجود التسارع واستخدام الأنديرال بجرعة عالية ومع ضيق وانقطاع النفس؟
وفي النهاية أرجو ردوداً وافية ولكل سؤال، فالموضوع ليس بسيطاً وبحاجة لجواب شاف، فلا تبخلوا علينا بالكلمات والنصائح، أرجوكم.

وبارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يا أخ ماهر! إن انسدال الصمام التاجي شائع، وتقدر الإحصائيات العلمية أنه على الأقل 2.5% من الناس عندهم هذا الانسدال ولكن بدرجات، والكثير منهم لا يعلمون بوجوده، وليس عندهم أعراض، ويمكن أن تظهر الأعراض في سن مثل سن أختك، والانسدال يعني اضطراب في وظيفة الصمام؛ مما يؤدي إلى رجوع الدم من البطين الأيسر إلى الأذينة اليسرى، وهو تشوه خلقي أي ولادي، ومن أعراضه آلام في الصدر، وخفقان في القلب، مع تسارع في القلب، وضيق في النفس وتعب.

أما عن الحمل ففي معظم الأحوال يستمر الحمل دون مشاكل، وقد ينصح طبيب القلب بإعطاء مضادات حيوية أثناء الولادة.
من مضاعفات المرض ارتجاع الدم إلى الأذينة اليسرى، فقد يكون شديداً، وفي هذه الحالة قد ينصح بإجراء عملية جراحية، وهو تغيير الصمام لمنع حصول قصور في القلب.

ومن المضاعفات الأخرى اضطراب نظام القلب وتسارعه، وفي حالات نادرة جداً موت مفاجئ، ولله الحمد أن هذه المضاعفات نادرة جداً.

أما من ناحية العلاج، فإن الأندرال هو أحد الأدوية التي تستخدم في علاج هذا المرض، ويجب أن يؤخذ مدى الحياة كما قيل لكم، وإن كان هناك أعراض جانبية من الدواء، وخاصة عند بعض المرضى الذين يعانون من حالات تحسس في الصدر أو ربو، فإن الطبيب المعالج قد يقرر إعطاء نوع آخر من الدواء، وكثير من الناس يأخذون هذا الدواء دون أي مشاكل تذكر.

وطبعاً قبل الولادة يجب مناقشة ذلك مع الطبيب المعالج، والذي يعرف مدى الانسدال، ووظيفة العضلة القلبية، إلا أنه في معظم الأحوال يستمر الحمل دون أي مشاكل تذكر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً