الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع غيرة الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تكمن في التعامل مع ابني الذي يبلغ 5 سنوات تقريباً، حيث أنه دائماً يعتدي على أخيه الأصغر منه سناً، وذلك بالضرب أو بالعض أو إسقاطه أرضا أو بالجلوس على ظهره أو رجليه أو حتى رأسه أحياناً، أو أخذ أغراضه أو أو ...ألخ.

وأنا بصراحة لا أدري ماذا أفعل رغم أني أضربه أحياناً وأندم بعدها كثيرا! لأني أعلم أن هذه التصرفات نابعة من غيرته نحو أخيه.

ماذا أفعل؟ أو كيف أتصرف معه في مثل هذه الحالة؟ علماً أنه يحبه ويخاف عليه، فمثلا إذا كان الأصغر في وضع خطر مثلاً في وسط الطريق يبكي ويطلب مني نجدته بسرعة، رغم أنه لا تمر أي سيارة في تلك الأثناء.

ومثل هذه المواقف كثيرة، وأحيطكم علماً بأني أتولى مهمة التربية وحدي تقريباً، نظراً لظروف عمل الزوج التي تفرض عليه التغيب لوقت طويل 11 ساعة يومياً، يأتي بعدها متعباً ( أعانه الله ) لا يريد سوى النوم، ويا ويل ابني الأكبر إذا مازحه أو أرد أن يلعب معه، وهذا في بعض الأحيان فقط وليس دائماً.

هذا توضيح بسيط للظروف المحيطة بالطفل لعلها تعينكم، كما أن الطفل كثير الحركة ولا يجلس أبداً إلا أمام ( توم وجيري) أفلام كرتون.

أرجو أن تجيبوني بسرعة، ولا تحيلوني على أسئلة سابقة، وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om rayan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطفل يحتاج إلى زيادة جرعة العطف والاهتمام؛ حتى لا يشعر أن الأصغر سحب منه البساط، وكان ينبغي أن نمهد لهذه المرحلة قبل خروج الطفل الثاني، وذلك بأن نهيئه لاستقبال شقيق سوف يشاركه اللعب ويحبه.

ونحن نتمنى أن لا يعاقب من قِبلك في مثل تلك المواقف؛ لأن ذلك سوف يعمق عنده معاني الحقد والكراهية والغيرة لأخيه الذي ضُرب بسببه، والأخطر من ذلك أنه قد لا يعرف السبب، ولا مانع من أن يتولى مهمة التوجيه والتصويب والتهديد طرف ثالث كالخال أو الخالة أو الأعمام والعمات، ويفضل أن يقول له: أنا أحبك ولكني لا أرضى أن تعتدي على أخيك الذي يحبك، فإن تمادى فلا بأس من أن يتول الخال أو غيره تأديبه بما يراه مناسباً، وأرجو تفادي وسيلة الضرب في هذا العمر؛ لأن آخر الدواء الكي، كما نتمنى الإشادة به في كل يوم حتى لا يحصل منه اعتداء، وإعلان ذلك أمام الأقارب، كأن نقول مثلاً: فلان ممتاز اليوم لأنه لم يعتدِ على أخيه.

وحبذا لو وجد من الأقارب من يأخذه لبعض الوقت حتى يشغله عن أخيه ويسد مكان أبيه، كما أتمنى أن يجد بعض الأصدقاء من الأطفال، مع ضرورة تقليل الحديث عن الطفل الجديد أمامه، ومراعاة ذلك عندما يأتي الأقارب، فإنهم لا ينتبهون لهذه المسألة، وفي هذه الحالة لابد من تعويضه عن تلك الجرعات من العطف والحنان والاهتمام، وعليك بكثرة الدعاء والحرص على الصلاح والصلاة، ونسأل الله الهداية والرشاد والصلاح للأزواج والأمهات والأولاد.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ايمان

    كلام فارغ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً