الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تقدم لها شخص وأخوها غير موافق.

السؤال

السلام عليكم..

أنا أبلغ من العمر 22 عاما، وبقي لي من دراستي 3 سنوات، تقدم لي خاطب، لكن أخي رفض بحجة أن الفترة طويلة جداً، وربما يرى غيري فيفسخ الخطوبة، ويقول أيضاً بأن الله لا يرضى بذلك لأنه ستحدث بيننا مكالمات.

أخبرته أن السنة الأولى حجز؛ بمعنى أنه يقول: أعطوني الرد، وأنا على استعداد بأن لا أكلمها وأنا أساساً مقتنعة بذاتي أن المكالمات بين الخاطبين المطولة والكثيرة ليست في صالح الخاطبين، بل أن الإنسان عندما يتقي الله قبل الحلال يبارك له الله بعد الحلال، وأنا بصراحة أخاف أن أصل إلى سن لا أجد من يتقدم بسبب رفض أخي بحجة الدراسة.

أشيروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dyar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

إن العبرة بصلاح دين الخاطب وأخلاقه، فإن صاحب الدين لا يعوَّض بثمن ولا يفرّط في صاحب الدين إلا غافل مقصر.

ومن حق كل خاطب أن يجد الرد ممن تقدم لهم، وإذا كنت أنت مرتاحة للخاطب فالأفضل أن يعطى موافقة وأن تشترطوا إكمال الدراسة ولو بعد الزواج، فإنه من الخطأ أن نظن أن الزواج يعوق الدراسة، ونحن نعرف كثيراً من الناجين والناجحات الذين أكملوا مشوارهم العلمي بعد الزواج، بل وتفوقوا، ولا عجب فإن الزواج استقرار وطمأنينة، وبالزواج يندفع الإنسان في سلم المعالي؛ لأنه يشعر أنه أصبح يتحمل مسؤوليات فيزداد اجتهاداً في عمله ودراسته، وتزداد الفتاة حرصاً على سرعة الإنجاز والانتهاء من الدراسة، فيدفعها ذلك لمزيد من الاجتهاد.

وبالزواج تنفتح كثير من أبواب التوفيق والرزق؛ خاصة إذا اتقى الإنسان ربه وعرف قدر هذه النعمة وشكرها، وإذا كان الخاطب على استعداد أن يوقف الاتصالات والزيارات وأنت مقتنعة بأن المكالمات والتوسع في العلاقات قبل الزواج يؤثر على الحياة الزوجية، فلا مانع من إعطاء الضوء الأخضر لذلك الخاطب بعد ملاحظة الدين والأخلاق.

وأرجو أن تجدي من يساعدك في إقناع أخيك، وحبذا لو تدخلت الوالدة لحسم الأمر.

واعلموا أنه ليس هناك ما يعوق الدراسة إذا وجدت الرغبة الصادقة والعزيمة القوية، ولكن الزوج المناسب قد لا يتكرر، ولن تسعد المرأة بشهاداتها ولا بوظيفتها مهما كانت إذا حرمت من معاني الأمومة، فللرجال خلق النساء ولهن خلق الرجال، ولا يمكن أن تسعد البنات وأن سكنَّ العمارات ونلن الشهادات، إلا إذا أصبحن زوجات وأمهات، ولا زال صوت تلك المكلومة يتردد في الأصداء: "خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما". واحرصي على صلاة الاستخارة ومشاورة من حضرك من أهل الخبرة والدراية.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً