الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدرج في علاج السلوك السلبي عند الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفلٌ عمره تقريباً 4 سنوات، أعاني من مشكلةٍ معه، فهو عندما أخبره عن قصةٍ معينة، مثلاً كحرق ‏سيدنا إبراهيم في النار، أو قصص الأنبياء الأخرى من قتل وما إلى ذلك، أجده عندما يغضب ويثور ‏لسببٍ ما فإنه يقول لي ولأخته أو أبيه سوف أقتلك أو أحرقك أو أرميك بالنار، ويصرخ بعد ذلك ‏ويتفل..

لا أدري ماذا أصنع معه! خصوصاً في مسألة أنه يتفل من غير بصاق، ولكن ذلك في حد ذاته ‏سلوكٌ ليس بالمرغوب، خصوصاً إذا أثاره أحد بالخارج، أفيدوني في كيفية التعامل مع هذا السلوك السيئ.‏
وجزاكم الله خيراً.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته.

إن القصص أسلوب عظيم في التربية، وهي وسيلة محببة إلى النفس، ويسعد بسماعها الصغير والكبير، لكن الصواب أن نعرض للطفل قصص تناسب سنة، وأن تحدد أهدافنا قبل عرضها، ومن الضروري أن يكون التركيز على القصص التي تربطه بالله، وترغبه في عمل الخير، وجميل الصفات، وأن نتجنب القصص التي فيها تخويف وقتل، فإن التربية على الخوف في هذه السن لها آثار سالبة.

لا بد من تدرج في علاج السلوك السلبي عند الطفل، مع ضرورة الحرص على عدم الاهتمام الزائد، وإعلان العجز أمام الطفل؛ لأن ذلك يدفعه للتمادي في السلوك الذي يلفت الأنظار ويشغل الكبار.
ومن المفيد كذلك في مثل هذه الحالات، إعطاء الطفل جرعات من العاطفة والاهتمام، وعدم تفضيل أخته عليه، والثناء على الجوانب الإيجابية، وإعلان القيم الفاضلة، كأن نقول في اللحظات العادية: نحن نحب الطفل النظيف.

الذي إذا أراد أن يتفل ذهب إلى الحمام، وفلان أصبح ممتاز، ولن يتفل بعد اليوم أمام الناس.

لا داعي للانزعاج، فأن هذا الطفل صغير، وسيترك هذه التصرفات، بحول الله وقوته ثم بدعواتكم الصالحات، وأرجو أن تشغلوا هذا الطفل، وتبحثوا له عن أطفال طيبين يشاركونه في اللعب، وتحاولوا التغافل عن هذا التصرف، وعدم الاكتراث له، ولا تستجيبوا لغضبه، وتلبوا رغبته، حتى لا يتخذ ذلك عادة، ووسيلة للضغط – وحبذا لو وجد من يوجهه كالأعمام والأخوال في مثل هذه الأحوال.

عليكم بكثرة الدعاء، واحرصوا على تقوى الله وطاعته، فإنها السبيل إلى صلاح الأحوال والأجيال.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً