الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية مواجهة المخاوف الناتجة عن معايشة موقف معين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع المميز.

أما سؤالي فهو: أنا شاب في 24 من عمري، ذات يوم كنت جالساً مع خالتي التي أحبها جداً لدرجة كبيرة، وإذا بنا نتناول أطراف الحديث، وبعد ذلك ذهبت إلى الصالة، وإذا بها تدخل في حالة هستيرية وصراخ وتتأوه، ويبدو أن شيطاناً قد ظهر لها وصفعها، وهذا ما أكدته، وكانت الحادثة برمتها في ثوان معدودة، فقد كان الوقت ليلاً، وقد ارتعدت فرائصي حتى كدت أفقد صوابي، ومن ذلك اليوم وأنا موسوس وخائف من أن يحدث ذلك الشيء معي.

وقد أصبحت أتحاشى مكان الحادثة في المنزل، ولا أقف فيه ليلابدون أن يكون أحد يرافقني، وأصبحت أتحاشى الجلوس معها حتى لا تتكرر الحادثة مرة أخرى، وأصبحت أخاف من الظلام وأتحاشى السهر ليلاً وحيداً، ولا زلت على هذه الحالة منذ تلك الحادثة، علماً بأنها قد مضت عليها 3 سنوات ولم أخبر أحداً عن حالتي هذه.

ولكن في الآونة الأخيرة أحسست بتحسن، ولم أزل حتى الآن كل ما تذكرت هذه الحادثه أحس بالخوف والرعب وتتزايد دقات قلبي، علماً أني لم أكن جباناً قبل هذه الحادثة، كنت إنساناً طبيعياً إلى أن انقلبت الموازنة في ثوان.

أرجو الرد وعدم التأخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على سؤالك.

الحالة التي أصابتك هي نوع من أنواع الخوف أو الرهاب، والخوف والرهاب في حقيقته واحد من الحالات النفسية المكتسبة أو المتعلمة، أي تكون هنالك حادثة ما صغيرة أو كبيرة هي التي شكلت البداية لظهور هذه الحالة، وهذا ينطبق عليك تماما.

المخاوف أياً كان نوعها تعالج عن طريق المواجهة وعدم التجنب، فنصيحتي لك أيها الأخ الفاضل أن لا تتجنب الذكرى أو ما حدث لخالتك أمامك ولكن في نفس الوقت يجب أن تصنفه بأنه حالة مرضية بسيطة وهي تصيب الناس، وعليك أن تحاول صياغة تفكيرك بمعنى أن تقول في نفسك إذا حدث لها مثل هذا يجب أن أكون أنا المسعف ويجب أن أساعدها وأن آخذها إلى الطبيب إذا لزم الأمر، عليك بالإكثار من مثل هذا التفكير، وعليك أن تتخيل أن الحادث قد حدث أمامك مرة أخرى ومرة أخرى، فمثل هذا التعرض في الخيال سوف يقلل إن شاء الله مشاعر الخوف المكتسبة لديك.

أرجو أن أؤكد لك أن المخاوف لا تعتبر جبنا أو ضعفا في الشخصية أو قلة في الإيمان، إنما هي حالة نفسية مكتسبة كما ذكرت، وقد تلعب شخصية الإنسان أثرا في ذلك، كما أن هنالك متغيرات كيميائية وبايولوجية مرتبطة بحدوث مثل هذه المخاوف.

أود أن أنصح لك بدواء بسيط لعلاج القلق والتوتر المصاحب، وهذا الدواء يعرف باسم فلونكسول أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجراما صباحاً ومساء لمدة شهر واحد، وإن شاء الله ستجد أنك أصبحت أكثر قدرة على مواجهة الموقف الذي حدث أمام لخالتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً