الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب ما بعد الولادة وتأثيره في الرضاعة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من الاكتئاب والقلق من حوالي 9 سنوات، ولكن حالة القلق قد زادت عندي خلال السنتين الأخيرتين بسبب زواجي، لقد كنت قادرة على احتمال الضغط في السابق، ولكن الآن أشعر بأني أختنق كلما ضغط علي زوجي مع رجفة بسيطة غير مرئية تنتابني للحظات عند نومي، بالإضافة إلى خوفي وقلقي من كل شيء، فأنا مثلاً أخاف على ابنتي وعلى أولاد إخوتي الصغار من أن يلحقوا الأذى بأنفسهم، وأتخيل أن أحدهم قد وقع مثلاً من أعلى أو وقع على رأسه وهكذا.

ولما ذهبت لطبيبة نفسية وصفت لي دواء سيبرالكس لمدة ستة أشهر، ولأني غير مطمئنة لعدة أسباب، وهي أن الطبيبة شخصت حالتي بأنه اكتئاب ما بعد الولادة، مع أني قد أنجبت طفلتي من حوالي ستة أشهر فقط والاكتئاب معي قديم، فهل هذا الدواء ينفع في حالتي، أيضاً السبب الثاني أني قلقة على طفلتي من جراء تناول هذا الدواء فهي ترضع مني، ولقد أجبتموني على هذا السؤال.

وأخيراً أود أن أسألكم عن ابنتي فهي رغم صغر سنها عصبية بشكل كبير، وتخاف من كل شيء، ونومها قلق، فهل أنا السبب في ذلك؟ هل أرضعها العصبية والقلق مع حليبي؟ بماذا تنصحوني؟

أرجوكم أجيبوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ غادة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت ذكرت أنك تعانين من القلق والاكتئاب منذ حوالي تسع سنوات، ومع احترامنا وتقديرنا الشديد لتقييمك، ولكن يجب أن نأخذ هذا الأمر ببعض التحفظ؛ لأنه لم يتم التقييم المهني من جانب أحد المختصين في ذلك الوقت، وبعد الزواج ظهرت بعض الضغوط كما ذكرت مما جعل الاكتئاب يظهر بصورة صحيحة.

الأعراض التي ذكرتها حقيقةً فيها شيء من الاكتئاب، ولكن الأهم من الاكتئاب أو الأكثر ظهوراً هو نسبة قليلة من الوساوس، كما أنه لديك ما يعرف بالمخاوف أو القلق التوقعي، وهي كلها مرتبطة حقيقةً بالاكتئاب.

بالنسبة للتشخيص الذي وضعته لك الطبيبة بأنك مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، هذا الكلام يمكن أن يكون مقبولاً، حيث إن بعض الأطباء يرون أن أي اكتئاب نفسي يحدث بعد الولادة لفترة قد تمتد إلى سنة كاملة يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة، وعلى العموم أرجو ألا تنزعجي؛ حيث أن وسيلة العلاج واحدة.

السبراليكس من الأدوية الجيدة والممتازة، وعليه أرجو المواصلة في تناوله، ومدة العلاج في أقل الظروف هي ستة أشهر، كما ذكرت لك الطبيبة، وربما يكون من المستحسن أن ترفعي الجرعة إلى 20 مليجراماً في اليوم، فقد وُجد أن السبراليكس بهذه الجرعة يكون أكثر فعالية.

بالنسبة للرضاعة كمبدأ عام لا يستحسن أن يرضع الطفل خلال الثلاثة الأشهر الأولى بعد الولادة إذا كان الإنسان يتناول أي دواء نفسي، ولكن الحمد لله الآن طفلتك تبلغ من العمر ستة أشهر، والسبراليكس يفرز في الحليب ولكن بجرعةٍ بسيطة، وعليه يمكنك إرضاعها مع بعض التخفيف، على أن تعوضي لها بالأطعمة والحليب الصناعي، وإن شاء الله لن يحدث لك أي ضرر من الرضاعة.

هذه الطفلة لا زال عمرها ستة أشهر، فمن الصعب جداً الحكم على أنها تخاف، علماً بأن الأطفال يتفاوتون في درجة تفاعلهم مع محيطهم.

من الضروري جداً أن تعودي الطفلة أن تنام وحدها، فهذا إن شاء الله بالتدرج سوف يقلل من خوفها.

أما بالنسبة لقلة النوم، فيعرف أنه في هذه السن يصاب بعض الأطفال بنوعٍ من المغص أو الانقباضات في الجهاز الهضمي، كما أن فترة التسنين قد اقتربت وهذا يسبب تحقنات للطفل في اللثة، مما يجعل نومه قليلاً في بعض الأحيان، يعالج ذلك في الغالب بجرعات صغيرة جداً من شراب البندول.

لا أعتقد أن هنالك علاقة مطلقاً بين ما تعانين منه من اكتئاب وعصبية وبين ما يحدث لطفلتك، فأرجو ألا تضعي ذلك في تفكيرك؛ حيث أن ذلك سوف يعود سلباً على الطفلة.

اتركيها ونشئيها بصورةٍ طبيعية جداً، وكما ذكرت لك من الضروري أن تعود النوم وحدها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً