الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تأثير الأدوية النفسية على الوزن وغيره؟ وهل لها آثار انسحابية في الغالب؟

السؤال

السلام عليكم.

وهل التجريتول مثبت للمزاج، ومحسن للنوم، ومُخفف للقلق والتوتر، ومسكن للألم العصبي؟ وهل يزيد الوزن؟

وأيضا سؤالا آخرا: لماذا لا يوجد أي علاج به المادة الفعالة (ميانسرين) حيث أني بحثت عنه كثيراً ولم أجده، وهل تم منع الدواء بالأسواق لعيوب به؟

أعلم أن النتائج تختلف من شخص لآخر على حسب الخارطة الجينية، ولكن أود أن أعرف ما تأثير اللوسترال في الوزن؟ وهل يزيد أم يسد الشهية والنوم؟ هل يسبب أرقا أم يسبب الخمول والكسل؟ وهل له آثار انسحابية في الغالبية من الناس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك أخي لتواصلك مع إسلام ويب، ولديك استشارات سابقة كثيرة وكلها جيدة، واستشارتك رقم 2325950، كانت حول آثار عقار التجريتول.

بالنسبة لسؤالك الآن التجريتول والذي يعرف باسم كاربامازبين هو في الأصل دواء اكتشف لعلاج مرض الصرع، وبالفعل وبفضل من الله تعالى غيّر حياة الناس تماماً في هذا السياق، حيث أنه اتضح أنه من أفضل الأدوية التي تعالج أنواعا معينة من مرض الصرع، بعد ذلك أثبت وجودها كمثبت للمزاج بالنسبة للذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو مفيد جداً لعلاج نوبات الهوس على وجه الخصوص كما أنه يحسن النوم لدى بعض الناس ويقلل كذلك من القلق والتوتر.

بالنسبة للذين يعانون من الاكتئاب أي إذا كان القطب الاكتئابي شديداً في حالة وجود الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هنا فاعلية التجريتول محدودة جداً، التجريتول أيضاً مسكن للآلام العصبية وهو من أكثر الأدوية التي تستعمل في هذا السياق، خاصة التهابات العصب الخامس على وجه الخصوص الدواء يساعد فيها كثيراً، أيضاً بالنسبة لمرضى السكر الذين لديهم خدر في الأطراف الدواء يستعمل لهذا الغرض وإن كان الآن توجد أدوية أفضل مثل البريجابنيل، التجريتول لا يزيد الوزن إلا إذا كان الإنسان لديه قابلية شديدة لزيادة الوزن كوجود التاريخ في الأسرة للسمنة، وقد يفتح الشهية قليلاً بصورة غير مباشرة أي إذا أزال من الإنسان القلق وثبت مزاجه هنا ربما تتحسن الشهية نحو الطعام وهذا قد يؤدي إلى زيادة ولو بسيطة في الوزن، لكننا لا نعتبرها أبداً علة تقلل من قيمة هذا الدواء.

بالنسبة لسؤالك حول الميانسرين، الميانسرين حقيقة من الأدوية الممتازة المضادة للاكتئاب، وهذا الدواء ظهر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وأنا الحمد لله تعالى من الذين تعاملوا معه لسنوات طويلة، لكن بعد ذلك فعلاً وجوده تقلص في أسواق الدواء، وذلك بحجة أن هنالك أدوية أفضل ظهرت، كما أن الشركة المصنعة لم تروجه تجارياً بالصورة المطلوبة، الآن عرفت أنه يوجد في دول معينة أفادني بعض الإخوة أنه موجود في الأردن مثلاً، وقد تجده بمسمى تجاري آخر وليس مسماه الأصلي، لكن يمكن أن تسأل عنه بمسماه العلمي والدواء يأتي في جرعة 30 مليجرام، والجرعة هي من 30 إلى 60 مليجرام وفي حالات معينة يمكن أن ترفع حتى 90مليجرام وهو دواء مفيد جداً لكبار السن، يقال أنه قد يؤدي إلى تلف معين في الأعصاب في بعض الأحيان، لكن هذا لم يثبت وقد يؤدي أيضاً إلى اضطراب في مستوى كرويات الدم البيضاء هذا نادر جداً وهذه بعض الأسباب التي جعلت البعض لا يميل له.

بالنسبة للخارطة الجينية نعم قبول الناس للأدوية يعتمد على التمثيل الأيضي والذي تحمله جينات معينة أو شفرات في الجينات، لذا نجد استجابة الناس تختلف، لسترال قد يزيد الوزن قليلاً في بعض الناس في بداية العلاج قد يسد الشهية قليلاً، الدواء لا يزيد ولا ينقص من النوم وإن كان بعض المرضى يشتكون من الأرق في بداية العلاج، لا يسبب الخمول.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً