الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يرفضون تزويجي ولا يذكرون سبب رفضهم، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 سنة، عزباء، تقدم لخطبتي العديد من الرجال، ولكن أهلي كانوا يرفضونهم من غير سؤال عن أخلاقهم ودينهم، ولم أكن أعلم بذلك، وقبل يومين تقدم لخطبتي شقيق صديقتي، وكالعادة فإن أهلي رفضوه في نفس اليوم، حيث اتصلوا بهم وأخبروهم بعدم الموافقة، فأخبرتني صديقتي بذلك.

شعرت بالقهر لأنهم لم يستشيروني، ولم يسألوا عن الخاطب، وقد أوهمتني أمي بأن أبي ذهب ليسأل عن الشاب، وما هي إلا دقائق حتى علمت بأنهم رفضوه، فحاولت أن أتكلم معهم وأعرف السبب، فقالوا: نحن لنا نظرة بعيدة، ونحن نعلم أكثر منك، ولا نريد تزويجك بعسكري!

حاولت أن أجد سببا أكثر إقناعاً من هذا، ولكنهم يرفضون التحدث معي، ويتهمون صديقتي بالخبث، وإنني قليلة أدب لأني أطالب بحقي في الزواج والاستشارة، ويضغطون علي بحيث كل ما حدث أنا السبب فيه، ويؤدي لموتهم وفضيحتهم.

أشعر بالتعب والقهر، ولا أعلم إلى أين أذهب؟ وماذا أفعل؟ فأنا صابرة على أمور كثيرة، وأريد الخروج من المنزل، وأريد أن أشعر بالسعادة، ولكنهم يصرون على رأيهم، ويريدون تزويجي ممن يرضونه هم وليس أنا!

أنا الآن معزولة في غرفتي، وأغفو قليلا ثم أقوم وأبكي، وأهدأ وأرجع لنفس الوضع، فهل أنا مخطئة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ب.ي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير.

البكر تستأذن والثيب أحق بنفسها،هكذا جاء التوجيه النبوي، وما يحصل معك يحتاج إلى تصحيح، وونسأل الله أن يعين أولياء البنات على فهم مسؤولياتهم، ونتمنى أن تجدي من المحارم من يتكلم نيابة عنك، أو من أهل العلم والدعاة من يتدخل للإقناع أو التذكير بالله.

دور أولياء الأمور الإرشاد التوجيهي فقط، وليس لهم أن يرفضوا صاحب الدين إذا رضيته الفتاة، لأن الشاب والفتاة هما صاحبي المصلحة، أما إذا كان رفض الأولياء لاعتبارات شرعية فمن حقهم فعل ذلك.

والزواج بالطريقة المذكورة يعتبر من أحسن أنواع الزيجات الناجحة، فالصديقة أعرف الناس بصديقتها، وهي الأقدر بالتأثير على شقيقها، كما أن حضور أسرة الشاب دليل على موافقتهم، وذلك مما يبشر بالخير.

ننصحك بعدم التمادي في البكاء والحزن؛ لأن ذلك يضرك ويؤثر على صحتك، وإذا كان بالإمكان التواصل مع الصديقة والشرح لها بما حصل فذلك حسن، وربما دفعهم ذلك لتكرار المحاولات.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تستمري في محاورة أهلك حتى تتكون قناعات إيجابية، وحتى لا تتكرر مثل هذه المواقف، ولا شك أن دور الشباب والفتيات والمتعلمين عموما دور كبير في تعديل وتصحيح العادات الخاطئة، واعلمي أن الأمر يحتاج لبعض الوقت ولكثير من الاجتهاد والصبر، واحرصي على أن تختاري ألفاظك بعناية، وتتكلمي مع أهلك بمنتهى الهدوء والأدب، ولا تتأثري كثيرا بما يصدر عنهم.

نسأل الله أن يصبرك ويقدر لك الخير، وثقي بأن الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله ما لا يريده الله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً