الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي الاجتماعية متدهورة بسبب الرهاب

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص متزوج، عمري31 عاما، ولدي أطفال وموظف -ولله الحمد- ولكن للأسف حياتي الاجتماعية أتعبتني جدا، والتواصل مع الغير قليل جدا بسبب الرهاب والخوف، ودائما أحاول الابتعاد، وأتجنب الاجتماعات والمقابلات، لأنني أخجل منها، وأعرق، ووجهي يحمر، وأتهرب من المواجهات، علما أنني كنت أيام الدراسة جريء جدا، ولا أبالي بأحد، وأطلع بالإذاعة المدرسية، وأثق بنفسي، ولكن قدّر الله وخرجت في فقرة رياضية بالإذاعة، وكان الموضوع صفحتين، فلما بدأت بكل ثقة أقرأ، ولكن فجأة انكسرت وعرقت وصرت أحاول الانتهاء من الموضوع بسرعة، واختصرته وانتهيت، ومن بعدها أحسست أن وضعي متدهورا، وأشعر بخجل وخوف، وقلت لعلّ هذا الموقف له علاقة بوضعي الحالي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك - أخي الكريم - هو اضطراب الرهاب الاجتماعي، وهو اضطراب نفسي في حدِّ ذاته، وفعلاً قد يكون الشخص اجتماعيًا وليس لديه مشكلة، ثم فجأة يحصل معه هذا الرهاب، وهذا ما حصل معك، ودائمًا تكون هناك حادثة مُعيَّنة هي التي تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي بعد ذلك، وهذا ما حصل معك بالضبط - أخي الكريم - فهوِّن عليك، فإن هذا الرهاب له علاج، وعلاجه في المقام الأول علاج نفسي، علاج سلوكي معرفي، سوف تتعرَّض لعدة جلسات، يعطيك فيها المعالج واجبات في البيت تُطبِّقها بالتدرُّج، للتخلص من المواقف التي يحصل فيها الرهاب، وهذا يكون بالتدرُّج المنضبط.

أيضًا قد تحتاج إلى أدوية مع العلاج السلوكي المعرفي، ومثلاً دواء مثل الـ (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ثم بعد أسبوع حبة كاملة، وتحتاج لفترة من الوقت، عدة أسابيع، حتى تزول عنك هذه الأعراض، وحتى بعد زوال الأعراض يجب أن تستمر في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم تخفيض الجرعة تدريجيًا، ربع حبة كل أسبوع حتى تتوقف منه تمامًا، والسيرترالين - أخي الكريم - آثاره الجانبية قليلة، ولا يُسبِّب الإدمان، والجمع بين تناول الدواء (السيرترالين) والعلاج السلوكي المعرفي يأتي بنتائج أفضل، فلا تحتاج إلى جرعة كبيرة من الدواء، ولا تحدث انتكاسة -إن شاء الله- بعد التوقف من تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً