السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت الكثير من المقالات الخاصة بحالات الوسواس والهلع والخوف، فعزمت على استشارتكم -بإذن الله-.
عمري 38 سنة، متزوج وأب لابن، منذ سنوات طويلة وأنا أعاني مختلف أنواع الوساوس والمخاوف المتعددة.
بداية عندما كان عمري 17 سنة عام 1997 أصبت بحالة هلع حاد؛ لأن أحد أصدقائي في الدراسة قال لي لقد رأيتك تتحدث لوحدك، فانتابني خوف شديد مع رجفة، وذهبت راكضا إلى المنزل، وأحس أنني على وشك فقدان عقلي.
استمر معي الخوف منذ ذلك اليوم لأكثر من سنة، فتارة يأتيني هلع، وتارة لا أخرج من المنزل، وأعتزل الناس، بعد مدة سنة تقريبا تحسنت حالتي وذهبت عني كل تلك الأحاسيس المؤلمة للروح والجسد معا، ثم بعد ذلك في فترة الدراسة الجامعية ذات ليلة جاءني إحساس أن حياتي حلم، وأن أهلي ليسوا أهلي، وأفكار غير منطقية وسخيفة، انتابتني نوبة هلع حاد واستمريت طوال الليل أرتجف وأدخل الحمام لأتقيأ -أعزكم الله- ولأتبول بلا توقف.
بعد ذلك كله استمريت في المعاناة والانقطاع عن الناس، لكن بمرور الوقت بدأت أتحسن بالتدريج، مع العلم أنني عندما أتحسن بشكل كامل تظهر لي تلك الأفكار التي كانت تأتيني أنها سخيفة، بل وأستهزأ منها وأقول كيف أثرت في تلك الأفكار وآلمتني وهي أصلا سخيفة، وأفكر أن الحياة حلوة وتستحق أن نتمتع بها دون أن تعكر صفونا، فتجدني سعيدا مرتاح النفس أنظر للحياة بمنظار مختلف وإيجابي، كأنما لم يمر بي هلع ولا اضطراب.
ومنذ سنة 2004 شفيت تماما باستثناء هذه السنوات الخمس الأخيرة في بعض الفترات لكن متقطعة، عادت لتهاجمني وساوس مختلفة في الدين، وفي الحياة، وفي الموت، وفي ذاتي، لكنني أتغلب عليها سريعا فتزول، ورزقت ابنا والحمد لله، واستمريت في الحياة الطبيعية، مع العلم أنني لمدة 19 سنة من معاناتي المختلفة مع الاضطرابات النفسية وحالات الاكتئاب الحادة وحالات الهلع لم يسبق لي أن زرت طبيبا نفسيا أبدا أو تناولت دواء للحالات التي كانت تنتابني، باستثناء دواء ديازيبام 5 ملغ الذي وصفه لي طبيب العائلة منذ حوالي سنة لمدة ستة أشهر حبة واحدة ليلا؛ لأنني كنت أعاني آلام عضلية أسفل الظهر، وأعطاني بعد ذلك دواء البرازولام 0.5 ملغ حبتين يوميا نهارا وليلا لمدة ستة أشهر إلى اليوم لتحسين النوم وعلاج الأرق بسبب الضغط الشديد الذي مررت به في العمل، لكنني سرعان ما بدأت أخالف وصفة الطبيب، فمرة لا آخذ الدواء سوى مرة في الأسبوع ومرة آخذ جرعة بمقدار 1 ملغ دفعة واحدة.
مؤخرا عادت لي الوساوس بحدة في الدين والحياة والقدر إلخ... لكن سرعان ما أتجاوزها وأتناساها، فتنقص ثم ترجع ثم أتجاوزها وهكذا.
استشارتي جزاكم الله خيرا وحفظكم هي كالآتي:
هل ما أعانيه من اضطرابات نفسية بحاجة لأدوية أم لا علاقة لاضطراباتي بالعلاج الطبي؟ بمعنى هل قوة إرادتي وإيماني بالله كافيان أم أن الحاجة لعلاجات طبية ربما قد تعينني أكثر وتزيل عني هذه الاضطرابات أو حتى تخففها، وإن كان الجواب بالإيجاب فرجاء وصف أدوية لأبدأ برنامجا للعلاج، حيث أنني مقيم بالديار الأوروبية لأكثر من 15 سنة، ولم يسبق لي طلب علاج نفسي هنا أبدا، مع العلم أن قطاع التطبيب والأدوية مجانية مائة بالمائة.
ثم هل الاضطرابات النفسية والوساوس والاكتئاب ربما تكون حالات وراثية؟ حيث أن والدتي عانت لسنوات من اضطرابات نفسية حادة، وكذلك الأمر مع خالين شقيقين لوالدتي، أحدهما عانى انهيارا عصبيا وقضى أكثر من 6 سنوات يتعالج وينتكس، والآن هو بخير والحمد لله، وأختي عانت ولازالت من وساوس الأمراض واضطرابات نفسية مختلفة وتعالجت لمدة سنتين وهي حاليا أفضل.
استشارتي الأخيرة -حفظكم الله-:
عندما كنت في سن 17، كانت تأتيني نوبات الهلع والتقيؤ لكن ليس بهذه الشدة، الآن أبلغ من العمر 38 سنة، وتأتيني نوبات الهلع أكثر من مرتين في اليوم مع آلام شديدة بالرأس حيث أحس خلال نوبة الهلع أن رأسي سينفجر، وتقيؤ، وإحساس بأنني كأنما أحلم، ولا أتمكن من جمع أفكاري وإيقاف الحالة إلا بصعوبة، فهل للأمر علاقة بالتقدم في السن أم أن حدة الأمراض النفسية والاضطرابات العصبية ليس لها عمر معين؟
أفيدوني -حفظكم الله- فقد لمست فيكم النصح والاحترافية العالية في شتى الاستشارات التي تفد على موقعكم العظيم.