الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد ترك العلاج والحياة بشكل طبيعي، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير، أنا إنسان طموح جداً ومجتهد، فتحت مشروعاً ونجحت -والحمد لله- ثم بدأت في التفكير في العادة السرية لفترة كبيرة، وابتعدت عن الصلاة، وحياتي كلها تدمرت، وفجأة تعبت نفسيتي، وبدأت أشك في كل شيء، وانفصلت عن دراستي، وأوقفت مشروعي.

أصبت باكتئاب وتوتر وقلق، وأعصابي ارتعشت، وتجنبت كل الناس، وقلت ثقتي في نفسي، وبدأت أتقيأ كثيراً، وأشعر بحرارة في جسمي باستمرار، وزغللة في عيني، وعدم انتظام في النوم، وألم في العضو الذكري شديد جداً مع ضعف لمدة خمس سنوات بدون علاج.

الحمد لله انتظمت على الصلاة، وحياتي بدأت تتحسن، وذهبت للدكتور، وأعطاني (سبرا وبرو واميبريد وبوسبار واندرال) -والحمد لله- تحسنت كثيراً، ولكن بعد أول فترة من العلاج شعرت بانتفاخ في البطن، وخروج غازات كثيرة مستمرة إلى الآن، وحالياً أشعر بألم شديد في فتحته الشرج بدون دم، ولكن أشعر بتعب قليل في الإخراج فهل الأدوية النفسية هي السبب؟

أنا أتناول الأدوية لمدة سبع سنوات ومنتظم على العلاج، أتحسن أحياناً وأتعب أحياناً أخرى، ولكنني ارتحت جداً على العلاج -والحمد لله-.

السؤال هنا: هل سأستمر في أخذ الأدوية طول حياتي؟ ولماذا المرض لم ينته بالرغم أنني ارتحت وتزوجت وعندي أولاد، أحياناً أسعر بتعب ووسواس وألم في العضو الذكري وخمول في الجسم فأزود الجرعة، لماذا المرض لم ينته حتى أترك العلاج نهائياً وأعود طبيعياً، مع أنني مرتاح جداً على العلاج، فما الحل؟

معظم الأوقات التي أشعر فيها بالتعب تكون بدون سبب أوتوماتيكيا، وأيضاً حصل لي زيادة في الوزن، وشكراً جزيلاً لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: كما تفضلت وذكرت أن حالتك مستقرة نسبيًا على الأدوية النفسية التي تتناولها منذ سبع سنوات، ولا شك أن اللسترال على وجه الخصوص دواء متميز، ودواء سليم، ودواء فاعل جدًّا.

لكن - يا أخي - لا يمكن أن تكتمل الصحة النفسية عن طريق الأدوية وحدها، هنالك علاجات سلوكية، وعلاجات اجتماعية، وعلاجات عن طريق الالتزام بالواجبات الدينية - أي العلاج بالإسلام - هذه يا أخي الكريم لا بد أن يحرص عليها الإنسان ويجعلها جزءا من الرزمة العلاجية.

العلاج الاجتماعي أقصد به - أخي الكريم -: حسن التواصل الاجتماعي، أن يكون الإنسان مثابرًا، هميمًا، يُشارك الناس في أفراحهم، في أتراحهم، زيارة المرضى، تلبية الدعوات، الذهاب إلى الأعراس، تقديم واجبات العزاء، الانخراط في أي جمعية خيرية أو ثقافية، هذا - يا أخي - مهم، وهذا من الأساليب العلاجية التي نُناشد الناس بأن يحرصوا عليها، لأنها مفيدة جدًّا.

إذًا تطوير المهارات الاجتماعية مهم، وحتى على نطاق العمل - يا أخي الكريم - الإنسان لا بد أن يُطور نفسه في عمله، أن يحب عمله، أن يكون مثابرًا فيه، هذا أيضًا علاج.

الرياضة - أخي الكريم - لا شك أنها من أفضل أنواع العلاجات، خاصة للأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي من النوع الذي تعاني منه. فيا أخي الكريم: لا بد أن تجعل لنفسك نصيبًا في الرياضة، أي نوع من الرياضة.

على النطاق الإسلامي: الحمد لله أنت حريص على صلواتك، وهذا أمرٌ جيد، وأنا أوصيك - كما أُوصي نفسي أخي الكريم - بأن نكون حقيقة أشد حرصًا فيما يتعلق بعقيدتنا، وأن نرفع حتى من مستوى إدراكنا في العبادة والدعاء والذكر والورد القرآني، مجالسة الصالحين، هذا فيها نفع كبير جدًّا.

إذًا هذه هي نصائحي وإرشاداتي العامَّة لك، ونصيحة أخرى - أخي الكريم - هي: أهمية المتابعة مع الطبيب، لا يمكن للإنسان أن يتناول أدوية دون أن يكون متابعًا، فأنا أنصحك بالمتابعة، الطبيب الذي تثق به تابع معه، ولا بد أيضًا أن تُجري فحوصات دورية، هذا أيضًا متطلب طبي مهمٌّ جدًّا، والآن أقول لك: اذهب وقابل طبيبا، يمكن طبيب الأسرة - أو طبيب الباطنية - وناقش معه موضوع الآلام البسيطة التي تأتيك حول الشرج، أنا لا أعتقد أن الأدوية سببها، إلَّا إذا كان لديك إمساك مزمن أو شيء من هذا القبيل، والطبيب -إن شاء الله تعالى- سوف يقوم بفحصك وإجراء الفحوصات اللازمة، ويوجّه لك الإرشاد المطلوب.

الأدوية: طبعًا الإنسان ليس من المفترض أن يستمر عليها مدى الحياة، ناقش أيضًا موضوع تخفيف الأدوية مع طبيبك، ربما يكون استمرارك على اللسترال لفترة أطول هو الأفيد لك، أما بقية الأدوية فقد لا تحتاج لها أبدًا - أخي الكريم -.

موضوع الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي: هذا يتطلب منا الانضباط، أن نكون حريصين على أنفسنا، النفس يجب أن تُلجم ويجب أن توجَّه، نقوم بما هو مطلوب في وقته دون مساومة مع ذواتنا أبدًا.

بهذه الكيفية إن شاء الله تعالى - أخي الكريم - تكتمل صحتك النفسية، وأنا سعيد جدًّا برسالتك هذه، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً