الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وحالات اكتئاب متفاوتة منذ الصغر

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أعاني من الوسواس القهري ومن حالات اكتئاب متفاوتة منذ الصغر، ابتدأت مشكلتي منذ البلوغ، حينما شعرت بهلاوس حسية غريبة، وأشعر بأشياء غريبة في الجلد، وفي الليل أشعر أن هناك من يلامسني، صرت أرتدي الملابس الفضفاضة القطنية، وزرت أطباء جلدية شتى دون فائدة، ثم تفاقمت حالتي وصرت أحتلم كثيرا، ولم أعد أحتمل نفسي، ولم أعد أرغب بأن يلمسني أحد، وصرت كثير الشكوى من الحكة الجلدية، واتهمت أخي بالسحر والشعوذة، بعدها انعزلت وألمّ بي دوار رهيب مستديم، وآلام شديدة بالرأس، مع غثيان وتشوش بالفكر، وكأن هناك كتلة ضخمة بمؤخرة رأسي تعيقني على التفكير والتفاعل، ويكاد يغمى عليّ.

تدهورت درجاتي الدراسية رويدا رويدا، صرت منعزلا وأجلس بغرفتي، وأناظر السقف لساعات طويلة، وكلما أجتمع بالناس أشعر بأنهم يتحدثون عني، وأكاد أتقيّأ، تفككت شخصيتي تدريجيا، وتدهورت إلى أقصى حد، ولم أعد أرغب بعمل شيء، مع صعوبات كبيرة بالنوم، فقدت الحيوية والاهتمام والتفاعل الشعوري والعاطفي، مع اضطراب الإرادة وقلة الكلام، وعدم القدرة على الانسجام مع الآخرين، وصعوبة متابعة النقاش، مع إحساس بالدوخة، ولم أعد قادرا على قراءة الكتب أو الكتابة.

زرت معالجا نفسيا، لكنه لم يتعامل معي بمهنية، أعطاني أنافرانيل 6 حبات باليوم، وإكزانيكس 0.75 فتدهورت حالي أكثر، فذهبت لمعالج آخر أعطاني دواء سوليان 200، ودواء سيرفال 50، و‎أعطاني السوليان لمدة ثلاثة أيام، ثم انقطع مفعوله ولم يعد هناك تحسن يذكر بحالتي.

ماذا يحدث لي?

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مع أعراض الوسواس القهري التي ذكرته، من إحساس بأن هناك شخص أو شيء يلامس جلدك، واضح أنك تعاني من أعراض اكتئاب واضح متمثله في الانعزال، وعدم القدرة على الكلام، وعدم القدرة مع الانسجام والقراءة والكتابة، كل هذه هي أعراض اكتئاب واضحة -يا أخي الكريم-، وأحياناً الاكتئاب النفسي لا يستجيب لبعض أدوية الاكتئاب، ولا بد من محاولات أكثر من نوع من مضادات الاكتئاب حتى يتحسن الشخص.

وعدم التحسن على دواء معين من الاكتئاب لا يعني فقدان الأمل -يا أخي الكريم-، وعليك بمتابعة الطبيب النفسي مرة أخرى، والشيء الآخر أيضاً أحياناً مع العلاج الدوائي لا بد من علاج نفسي، علاج سلوكي معرفي، والشيء الثالث تحتاج إلى إعادة تقييم نفسي، ومعرفة إذا ما كان هناك أحداث معينة أثرت عليك، أو هناك سمات في شخصيتك أثرت عليك أم ماذا، لأن كل هذا أيضاً يحتاج إلى علاجات نفسية معينة لا تيأس -أخي الكريم-.

لا بد من المتابعة مع الطبيب النفسي، وإذا لم تستفد مع طبيب نفسي يمكنك الذهاب إلى طبيب نفسي آخر، لعلك تحتاج إلى تقييم نفسي شامل آخر، للوصول إلى تشخيص سليم لمشكلتك، وإعطائك العلاج المناسب بالجرعة المناسبة للوقت المناسب، وكما ذكرت يمكن من علاج دواء، أو يكون علاج نفسي، والأفضل أن نجمع بين الاثنين.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً