الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من الاكتئاب رغم تناولي للعلاج، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي اكتئاب يزعجني، وقررت بعد قراءة وبحث طويل البدء بعلاج فلوكستين، ولكن ما أزعجني هذه القائمة التي وجدتها في ورقة التعليمات الخاصة بالدواء:-
يجب التأكيد أن تكون عائلة المريض على بينة من التغيرات الغير عادية في السلوك أو المزاج والتغيرات في الصحة العقلية، حتى تستطيع استدعاء الطبيب في حال حدوث أي أعراض خطيرة، حيث أن المريض نفسه يكون غير قادر على طلب العناية الطبية بنفسه، وخصوصا خلال فترة التفكير في إيذاء نفسه.

وهذه التغيرات تشمل ما يلي:-
ميول وأفكار وسلوكيات انتحارية، سلوك عدواني، صعوبة في النوم أو البقاء نائما، نوبات من الذعر والاكتئاب والأرق والقلق، الهوس، مزاج متحمس بشكل غير طبيعي، الانسحاب من الأهل والأصدقاء، الانشغال والتفكير في الموت، عدم الاكتراث والتخلي عن الممتلكات الثمينة، الأرق الشديد، التصرف دون تفكير.

فكيف لدواء من شأنه أن يعالج الاكتئاب أن يسبب اكتئابا؟! وكل هذه الأضرار التي يكون الفرد في غنى عنها رغم أن البعض يؤكد أن الدواء سليم، أم أن هذه القائمة نظرية بحتة وليست حاصلة لمتعاطي الدواء في الأمر الواقع؟ أرشدوني رجاء للحقيقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تعرف أن عقار فلوكستين قد دخل أسواق الدواء عام 1988 ومثل فتحاً كبيراً كثير من المرضى، حيث أنه فعال وسليم وقليل الآثار الجانبية، ما يثار حول الأفكار الانتحارية وأن بعض المكتئبين قد ينشط الدواء فيهم نوعاً من الفكر الانتحاري، هذا أيها الفاضل الكريم يحدث في أقلية قليلة جداً من اليافعين دون سن الثامنة عشر، وهؤلاء أتضح في نهاية الأمر أصلاً أنهم لا يعانون من اكتئاب أحادي القطب إنما أغلب الظن أنهم يعانون من اكتئاب ثاني القطبية، فأرجو أن لا تنزعج أؤكد لك أن الدواء سليم، أن الدواء فاعل، أن الدواء جيد.

بالنسبة لحالتك -أيها الفاضل الكريم- يجب أن يكون هنالك تأكيد حول التشخيص، هل أنت بالفعل لديك اكتئاب نفسي، بكل مقاومته التشخيصية، أم هو موضوع عسر في المزاج أو توتر عابر، الأدوية لا نشجع أو لا ننصح أبداً باستعمالها إلا إذا كان التشخيص هو الاكتئاب النفسي بكل معاييره التي يعرفها الأطباء.

فيا أيها الفاضل الكريم إذا ذهبت إلى طبيب نفسي ليقيم حالتك هذا قد يكون أفضل لك، وإن لم يكن ذلك بالإمكان وكانت بالفعل أعراضك مطبقة وأقصد بذلك أعراض الكدر والتوتر وافتقاد الفاعلية، والشعور بالسأم واضطراب الأكل أي قلة الشهية واضطراب النوم واستمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة، في هذه الحالة قد تكون الحالة بالفعل اكتئابا ويتطلب شيئا من العلاج الدوائي.

أنا دائماً أرى أن السبرالكس دواء أفضل؛ لأنه دواء محايد وأكثر سلامة، فالبداية به قد تكون أفضل حتى في حالتك إن كانت هنالك حاجة بالفعل لدواء، فأرجو أن تتنسى موضوع الفلوكستين وإن كان هنالك حاجة ابدأ بالاستالبرام والذي يعرف باسم سبرالكس، وقد تحتاجه بجرعة بسيطة وهي: أن تبدأ 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً، وتستمر عليها على الأقل من 3 إلى 4 أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الجرعة الكلية للاستالبرام هي 20 مليجرام في اليوم وهذه غالباً في حالات الاكتئاب المتوسط إلى الشديد، أما الاكتئاب النفسي البسيط فـ 10 مليجرام تعتبر كافية جداً -أيها الفاضل الكريم-، نحن دائماً ننصح أخي الكريم محمد بتفعيل الآليات العلاجية الأخرى غير تناول الدواء، فالإنسان يجب أن يكون إيجابياً على مستوى التفكير والمشاعر والأفعال، ويجب أن يكون له برامج وخطط وأهداف يسعى لتحقيقها مهما كانت مشاعره سلبية، وممارسة الرياضة وتنظيم الوقت من الأمور الضرورية والالتزام بالعبادة خاصة الصلاة في وقتها هذه كلها محفزات ودعائم علاجية إيجابية جداً، لا تقل أهمية عن الدواء وفي بعض الأحيان تكون أهم من الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أشكرك أخي على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً