الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إقناع أخي بالتداوي من مرضه النفسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي أخ مصاب بمرض نفسي منذ أكثر من 10 سنوات، يرفض تناول دوائه خاصة الخاص بالاضطرابات النفسية، ويقتصر غالباً على تناول دواء النوم، رافضاً بذلك الاعتراف بأنه مريض؛ مما يتسبب في تأزم حالته في أحيان كثيرة، وقد حاول الانتحار في 3 مناسبات!
هذا مع العلم أنه ـ وإيانا ـ يعيش في أجواء متوترة، حيث أن والدي يتعامل معنا بكل قسوة؛ فلا يراعي ظروف أخي الصحية، بل يحتقره ويهينه ويدعو عليه ويذكره بكل فشل في حياته، مع أنه يحمل شهادة جامعية؛ مما يثير تشنجه وإصراره على عدم التداوي والامتناع عن الذهاب إلى العمل، مع أنه عند تناوله الدواء بانتظام يكون في حالة جيدة.

إضافة إلى أن والدتي تسعى دائماً إلى إخفاء مرضه عن الناس، وهي في خلاف دائم مع والدي بل إنهما لا يتخاطبان إلا بواسطتنا، ولا يستطيع أي فرد من العائلة التأثير على والدي حتى يتلطف مع أخي ويحمله على تناول الدواء وعيادة الطبيب، فهو إن تلطف معه فرح واستجاب.

الرجاء مساعدتي في حل هذه المشكلة التي تؤرقنا، وكيف نستطيع إقناعه بالتداوي خاصة وأنه خلال أزماته يسيء التصرف في أمواله بل إنه يغرق نفسه في الديون؟
جزاكم الله خيراً.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: أنا لست ملماً بالتشخيص الدقيق بالنسبة لأخيك، ولكن أفترض أنه ربما يعاني من أحد الأمراض الذهانية، والتي فيها غالباً ما يفتقد المريض البصيرة والارتباط بالواقع، للدرجة التي تجعله لا يعتقد أنه مريض ويرفض العلاج، وفي مثل هذه الحالات لابد أن تُبنى علاقة وثيقة بين المريض وطبيبه وكذلك أسرته، ومن أفضل الطرق هي أن نعطي المريض أقل عدد ممكن من الأدوية، خاصةً وأنه بفضلٍ من الله توجد الآن أدوية مضادة للذهان، وأخرى مضادة للاكتئاب، قد يحتاج المريض لحبة واحدة أو لحبتين في اليوم، وعليه أرجو مراجعة علاجه مع الطبيب المعالج أولاً، ثم بعد ذلك تبنى الثقة بينه وبين أي فرد من أفراد العائلة، وسوف يكون هذا الشخص هو المدخل لتناول العلاج.

ثانياً: توجد الحمد لله الآن -خاصةً لعلاج الأمراض الذهانية- نوع من الإبر التي تُعطى مرةً في الشهر أو مرتين، وقد اختصرت الطريق تماماً بالنسبة للأشخاص الذين يترددون أو يرفضون تناول أدويتهم بانتظام، وتوجد ثلاث إلى أربعة أنواع من هذه الإبر، ربما لا يصح أن نحدد ما هي الإبرة التي تناسب أخيك، لأني كما ذكرت لك لست ملماً بكل التفاصيل التشخيصية، ولكن أنا على ثقة كاملة أنك سوف تجدين كل المساعدة من الطبيب الذي يشرف على علاجه، حتى يقرر له الإبرة التي تناسبه في حالة اتخاذ هذا القرار من جانب الطبيب المعالج.

أما ما ذكرتيه بصعوبة علاقته مع الوالد، فهذه كثيراً ما تحدث، خاصةً وأن الآباء يكون لديهم توقعات عالية حول أبنائهم، ويُمثل المرض مهما قبله الأب كنوعٍ من الابتلاء، إلا أنه يسبب الكثير من الخذلان للوالد، وكثيراً ما يبني الأبوين في عقلهم الظاهري والباطني أن هذا هو الابن الذي كنت أنتظره ليقوم مقامي، ولكنه لا يريد أن يقوم بذلك بادعاء المرض، حتى لو كان هذا المرض حقيقة، كما لا ننسى أن هنالك فجوة جيلية بين بعض الآباء وأبنائهم .

أرى أن والدك محتاج لمقابلة الطبيب، حتى يشرح له حقيقة مرض أخيك، ولا أعتقد أن الشرح من جانبكم سيكون مفيداً، إنما إذا قام الطبيب بالشرح للوالد، وأفهمه بتفاصيل المرض، وكيفية التعامل مع هذا الابن، سيكون ذلك هو الأفضل؛ لأن شرح الطبيب يكون قائماً على الاحترافية والمهنية والحياد.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً