الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع منذ مدة طويلة، مما أثر على شخصيتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من نوبة هلع منذ عام 2015، وتعالجت علاجا سلوكيا، ودوائيا بعقار سبراليكس لمدة سنة و 4 أشهر، ثم أوقفته، طبعاً نوبة الهلع لها سلبيات وإيجابيات، تركت التدخين والكحول والصحبة السيئة، في الأماكن السيئة، وتغيرت شخصيتي -بفضل الله- 180 درجة للأفضل، والكل ملاحظ هذا الشيء، ولكن سلبياتها تأتيني من فترة إلى فترة، وشعورها مزعج جداً أكثر الأوقات.

أنتصر أحيانا، وبعض المرات القليلة جدا تنتصر علي، وأتجنب خوفي وأرجع إلى البيت، الآن أنا بالجامعة، ورجعت لي نوبة شبه قوية اليوم، وانتصرت علي -للأسف-، ولكن لهذه اللحظة لن أستسلم لها، وسأحاربها من جديد.

سؤالي:

1- ما هي الأعراض القصوى لنوبة الهلع، وهل تؤدي للإغماء؟

1- عند حدوث النوبة أحاربها بالتنفس العميق وكتمة لمدة 5 ثوان، وقد نصحني الدكتور بأن أتناول عقار لوسترال نصف حبة لمدة 4 أيام، وبعدها حبة كاملة، وأن أكمل السبراليكس، ولكنني رفضت ذلك لأنه سبب لي زيادة في الوزن بشكل ملحوظ، فما رأيكم بذلك؟

أعلم أن هذه النوبة هي خير لي، ورب ضارة نافعة، وأعلم بأن الله -سبحانه- يمهلني بنوبات القلق هذه، وأنه -سبحانه- سيبهرني بأشياء جميلة في المستقبل، وفيها قوة تحمل أكبر، فما تشخيصكم لحالتي؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، نوبة الهلع هي اضطراب نفسي في المقام الأول، ومهما شعر الإنسان بأنه سوف يغمى عليه، أو يدوخ، أو أنه سيصاب بذبحة صدرية فهذا لا يحصل، لأنه كله خوف في تفكيره، ولا يمكن أن تحصل ليس هناك نهاية قصوى لنوبة الهلع، بل هناك معاناة وتوتر يصيب الشخص، ومعرفة هذا الشيء مهم جداً، -والحمد لله- أنك استبصرت لهذه الحقيقية، وصرت تقاومها، وهذا مرحلة متقدمة من العلاج السلوكي للشخص، وإذا واصلت في هذا الشيء -إن شاء الله- تدريجياً سوف تنتهي النوبات.

طبعاً قد تأخذ أحياناً منحى مزمن، أي أنها ممكن تعود، ولكن طالما أنك استبصرت لحقيقتها وصرت تعالجها سلوكياً فهذا هو الأهم، والعلاج السلوكي دائماً مربوط مع العلاج الدوائي، وإن كان العلاج الدوائي يزيد وزنك، والاسترال بالمناسبة أيضاً يزيد الوزن، وأنت تريد أن تواصل في العلاج السلوكي فليكن، طالما كانت لا تؤثر على حياتك، بعض القلق والتوتر وأنت تستطيع تحمله -كما ذكرت- بل تطلب من الله أن يجعله يقلبه لك حسنات فهذا شيء جميل، واصل في هذا المنهاج، ويمكنك أن تواصل بدون أدوية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً