الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني السكري من الدرجة الثانية، فهل يكون ذلك بسبب أدوية الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم، وأقدم الشكر للقائمين على الموقع.

أنا شاب عمري 25 سنة، طولي 183 سم، وزني 110 كلغ، قبل سنتين قرأت استشاراتكم في هذا الموقع، وكيفية استخدام الأدوية، حيث أنني كنت أعاني من خجل، ورهاب، واكتئاب بسيط، وأتوقع أن سببه العادة السرية، أسأل الله -عز وجل- أن يعافي كل مبتلى منها، فقررت أن أستخدم الزيروكسات، فاستخدمته لمدة شهر، وتركته لأنه يسبب الخمول، بعدما قرأت أن اللسترال أفضل، وأعراضه الانسحابية أقل، وهو من الأدوية المفضلة لدى الأطباء، وتم استخدام اللسترال لتحسين الحالة المزاجية، وإزالة الرهاب والاكتئاب البسيط، وتم استخدامه لمدة سنتين.

في السنة الأولى كان مفعول الدواء ممتازا جدا، من ناحية الاكتئاب والراحة النفسية والمزاج والتركيز، أما السنة الثانية لم أشعر بانشراح الصدر والمزاج العالي، وما زلت أستخدمه ولكن دون انتظام، فآخذ منه حبة واحدة فقط، لأن الحبتين تسبب لي الخمول، ولا أشعر بفائدة، وأصبت بداء السكري من الدرجة الثانية منذ 6 أشهر، فهل يكون بسبب تلك الأدوية كما قال لي بعض الناس؟

أستخدم الآن جلوكوفاج منظم السكر، والسترال حبة في اليوم، فهل أغير الدواء أم أستمر عليه؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على الإشادة بالموقع، ونسأل الله -العلي القدير- أن يوفقنا لخدمة الناس، ونشر المزيد من الوعي بالأمراض النفسية والمشاكل النفسية.

أود أن أذكر لك -يا أخي الكريم- نحن نريد نشر الثقافة، والوعي النفسي وسط القراء، وبالذات في عالمنا العربي، ولكن لا يمكن أن يكون هذا الموقع بديلاً عن مقابلة الأطباء، وأن يقوم الشخص بعلاج ذاته، نعم نقوم أحياناً بكتابة بعض العلاجات للمرضى بعد الاستشارة المباشرة لنا، إلا أن هناك بعض الاضطرابات الخفيفة مثل: القلق والرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري، تشخص عادة بأخذ تاريخ مرضي فقط، ولذلك نقوم بكتابة بعض الأدوية، ونطالبهم دائماً في كثير من الأحيان بمحاولة مراجعة طبيب نفسي، ولذلك يا -أخي الكريم- لم يكن من الأفيد أن تبدأ العلاج بنفسك، وتأخذه لهذه الفترة الطويلة بدون مراجعة طبيب نفسي، وبالذات ما ذكرته عن الخجل والرهاب والاكتئاب البسيط، فهذا قد لا يكون علاجه دوائي، ويمكن أن يعالج بالعلاجات النفسية، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، فهو مفيد جداً للتخلص من سمات الخجل، والرهاب الاجتماعي المترتب على ذلك، من خلال جلسات منتظمة، وتملك مهارات معينة للتخلص من هذا الخجل.

أما سؤالك عن هل الدواء الذي استعملته، وبالذات اللسترال، هل يسبب السكر؟ الجواب لا، فاللسترال لا يسبب السكر على الإطلاق، السكر مرتبط بدواء نفسي آخر يسمى الأولانزبين، وهذا يعطى عادة لمرضى الذهان، ولكن اللسترال أو البروكسات لا يسببان السكر، ولا أدري هل هو وراثة عندك في العائلة أم لا؟ ولكن العلاج الذي أخذته لا يسبب السكر، عليك الاستمرار في علاج السكر حسب وصفات الطبيب، وأنصحك الآن بالذهاب إلى طبيب نفسي، لكي يقوم بفحصك فحصاً دقيقاً نفسياً، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب لك، العلاج الدوائي أو توجيهك إلى عمل علاج نفسي سلوكي.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً