الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعنت وأتمسك برأيي مع عصبية وردة فعل عنيفة.. ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التمسك الشديد بالرأي والعصبية من أبسط الأمور، واتخاذ ردات فعل عنيفة وقوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شدة التمسك بالرأي والتعنت والعصبية وسرعة الانفعال وعدم قبول الرأي الآخر سمات من سمات شخصية بعض الناس، وهذا الأمر - أخي الكريم - يتطلب منك التفهم الفكري الدقيق لهذا السلوك، وكم من الضرر سوف يجلب لك؟ وكيف سيكون موقفك إذا تمسّك أحدٌ برأيه؟

إذا أجريت حواراتٍ مع نفسك ستجد أن المرونة هي المطلوبة، وأنك يجب أن تقبل الآخرين كما هم لا كما تُريد، ليس من الضروري أن تتبع رأيًا أبدًا، لكن أن تقبل ما يقولون بكل حيادية، هذا - يا أخي الكريم - يتطلب منك تدريبًا لنفسك، والتحدُّث عن مشاعرك مهم جدًّا، لا تكتم، لا تحتقن، التمسك الشديد بالرأي والعصبية هذه انفجارات وجدانية تأتي من خلال الكتمان.

وأريدك أن توسّع من شبكتك الاجتماعية - أخي الكريم - التواصل خاصة مع الصالحين من الناس، وتعلَّم - أخي الكريم - ضوابط الحوار، واحرص أن تكون مستمعًا جيدًا، هذه كلها أمور بيدك، وتتطلب منك التدريب التدريجي.

أخي: تدرب أيضًا على التمارين الاسترخائية، مفيدة جدًّا لامتصاص العصبية الداخلية، إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتُطبق ما بها، كما أن الرياضة يجب أن تكون نهجًا في حياتك.

أريدك أن تقوم بوضع نوعٍ من رسم أوضاع أو سيناريو معين، مثلاً: أن تفكّر في أنك قابلتَ شخصًا في مناسبة اجتماعية، وهذا الشخص لم يُحسن مقابلتك، كيف ستتصرف في هذا الموقف؟ هذا نوع من السيناريو الذي يحدث في الحياة.

تخيل وضعا آخر: وأنت تسير مثلاً في السوق أو في الطريق ضايقك أحد الناس أو مجموعة من الناس، كيف ستتصرف في هذا الموقف؟

أتاك مريض في الصيدلية ووجدت من الصعوبة أن تشرح له كيفية استعمال الدواء، كيف ستواجه هذا الموقف.

يعني أن تُجري بعض التدريبات الرياضية والترويضية الفكرية لنفسك، هذا أمرٌ جيد إذا طبقته بصورة صحيحة، لكن هذه التمارين يجب أن تكون مستمرة، وهذه المواقف يجب أن تتخيلها بصورة إيجابية.

وأكثر - أخي الكريم - من الاستغفار، الاستغفار عظيم جدًّا، وقطعًا مما ورد في السنة النبوية المطهرة حول الانفعال والقلق، كيف يواجهه الإنسان؟ اطلع على العلاج النبوي في هذا الخصوص، كيفية أن تُغيِّر وضعك، أن تتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، وأن تُطفئ العصبية والغضب بالوضوء.

أخي: سيكون من الجيد أيضًا إذا تناولت أحد مضادات القلق البسيطة مثل الـ (موتيفال)، حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عن تناوله.

احرص على الدعاء أيضًا، وحافظ على أذكار الصباح والمساء تجد فيها خيرًا كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً