الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب ارتفاع أنزيمات الكبد والوساوس التي تنتابني؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب من المغرب، عمري 26سنة، منذ سنتين ونصف كنت أعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، في يوم من الأيام كان عندي امتحان، وعندما قمت من النوم أحسست بغيثان شديد وقيئ مر الطعم جدا سبب لي الاختناق، لدرجة كنت سأموت منه، والحمد لله تم القيء بصعوبة، ولكن من بعدها عملت حمية، وابتعدت عن التدخين بشكل نهائي، ولكن بعد أسبوع أصبحت طريح الفراش، وينتابني القيئ يوميا لمدة شهرين.

ذهبت إلى الطبيب المختص، فطلب مني عمل بعض الفحوصات، منها: وظائف الكبد، وفقدان المناعة المكتسبة، وفقر الدم، وكل الفحوصات كانت سليمة -الحمد لله-، وبسبب الحمية لم يعد ينتابني القيء -أكرمكم الله-، ولكن حالتي لم تتحسن، بل تدهورت بظهور أعراض أخرى، منها الغثيان، وانتفاخ البطن، ودوخة، وتعب، وإرهاق بدون مجهود.

وقبل 6 أشهر ذهبت إلى طبيب آخر طلب مني عمل منظار، فوجد المعدة كلها ملتهبة وبها بكتيريا HP ، وصرف لي العلاج الثلاثي، وعملت فحصا بعد ذلك أثبت زوال البكتيريا -والحمد لله-، لكن الأعراض ما زالت كالدوخة، والتعب، وضيق التنفس، وثقل الرأس، ولم أجد أي راحة أو تغيير مع أدوية الجهاز الهضمي، وإحساس بنبضات القلب غير طبيعية.

ذهبت إلى أخصائي أمراض القلب، وأجروا لي فحصا بالتلفاز، ورسم تخطيطي للقلب، وكان كل شيء سليما والحمد لله، وعملت تحاليل أخرى، منها خزان السكر، وفقر الدم، ووظائف الكلى، وأنزيمات الكبد، والغدة الدرقية، وكلها سليمة -والحمد لله- ما عدا أنزيمات الكبد مرتفعة، فقد كانت النتيجة ALT96* AST56*، فذهبت للدكتور، وطلب مني عمل تحاليل الكبد (فيروس B و C)، وخزان الحديد، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-، فصرف لي دواء، وطلب مني إعادة عمل تحليل أنزيمات الكبد مرة أخرى بعد 3 أسابيع.

أرجو إفادتي، فأنا لم أذق الراحة منذ سنتين ونصف، ولم أخرج خارج المنزل، ولا أقدر على الابتعاد وينتابني وسواس الموت، ومشاكل في الجهاز الهضمي، منها: القولون العصبي، والمعدة، فما سبب ارتفاع أنزيمات الكبد؟

مع العلم أني لا أتناول أي دواء غير دواء المعدة.

وشكرا جزيلا، اللهم اجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الصمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ارتفاع أنزيمات الكبد الوارد في الاستشارة يعتبر ارتفاعا خفيفا، ولا يدعو للقلق, خاصة وأن الدراسة الطبية الشاملة للكبد ولجميع وظائف الجسم كانت نتائجها طبيعية والحمد لله.

وإن هذا الارتفاع يمكن أن يكون بسبب التأثيرات الجانبية للأدوية التي تناولتها كعلاج ثلاثي لجرثومة المعدة, والنتائج ستتراجع بصورة تدريجية حتى تعود للطبيعي بإذن الله، لذا لا داعي للقلق من هذه النتائج.

وحسب ما أوردت في الاستشارة، فإنك تعاني من القولون العصبي والقلق والوسواس, ولكن بمراجعة الوضع الصحي لديك يبدو أنك بحالة صحية جيدة، ولا تعاني من أي إصابة عضوية -والحمد لله-، ولا تزال في سن الشباب ( 26 سنة ), لذا فإني أنصحك بممارسة حياتك اليومية بصورة طبيعية، وأنصحك بالابتعاد عن التفكير بالمرض، وتجنب التفكير به والحديث عنه, كما أنصحك بمحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية أو الرياضية أو الدينية أو الثقافية.

ومن العوامل التي تساعدك على ذلك: تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة للنوم يوميا، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الإلكترونية, مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي والسباحة، والتخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية، وخاصة الكولا.

والإكثار من ذكر الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

ونرجوا لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • لبنان مصطفى

    بارك الله فيكم على المعلومات المهمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً