الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذاكر وقتا كثيرا ولا أجد لذلك أثرا.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة في المرحلة الأخيرة من الثانوية، ولا بد أنكم تعرفون أهمية هذه السنة عن غيرها، -والحمد لله- الذي قد هداني لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

وحينما آتي لأذاكر لا أُحصِّل الكثير بالرغم من أني ربما جلست على الكتاب لأكثر من خمس ساعات، ولا أتعدى صفحة، وهذا يكون أحيانا، ويحدث كثيرًا مع حفظي للقرآن خصوصا، وعندما آتي لأتأمل المشكلة فإذا هناك مواقف حدثت وانتهت، ولكن عقلي الباطن يفكر فيها، وربما حدثت منذ زمن بعيد وانقضت ولا زالت لها ذيول في عقلي، فهل هذا مرض له علاج إضافي على الدعاء والصبر والصلاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم التركيز في المذاكرة والصعوبة في الحفظ خاصة إذا لم يكن الشخص كذلك، إذا كان الشخص موفقًا في دراسته ويستطيع أن يحفظ بسهولة، وفجأة أو بعد فترة من الوقت أصبح لا يستطيع التركيز، وتدهور مستواه الدراسي، فهذا يعني أن هناك شيئًا ما حصل، وقد عالجتُ كثيرًا من الناس في حياتي العملية وفي مثل سِنِّك – في المرحلة الثانوية – واتضح أنهم يُعانون من الاكتئاب، الاكتئاب في هذا السن لا يكون كاكتئاب الناس الكبار، وقد يأتي بمشاكل في التركيز والسرحان والتدهور الدراسي، وبعد علاج الاكتئاب رجعتْ حالتهم طبيعية وأمكنهم مواصلة دراستهم بنجاح.

الشيء الآخر: ما ذكرته عن المواقف التي حصلتْ معك، لم تفصِّلي فيها، ولكن ذكرتِ أنها ما زلت تفكرين فيها، أيضًا هذا قد يكون عاملاً مهمًّا في عدم التركيز الذي تعانين منه.

إذًا – يا ابنتي الكريمة – نعم الصلاة مهمّة، والصبر، والدعاء لكي يُخلِّصك الله من هذا الشيء ويُساعدك في التفوق والاستذكار، ولكن يجب عليك زيارة طبيب نفسي؛ لأنه قد يُساعدك بأشياء، إمَّا بحبوب وأدوية، إذا وجد أن ما تعانين منه بسبب الاكتئاب النفسي، أو بعمل جلسات نفسية لمساعدتك في التخلص من هذه المواقف التي ما زالت داخلك، والتي ما زالتْ تؤثِّر عليك.

إذًا لا بأس أو من المستحسن أن تزوري طبيبا نفسيا، وواصلي – يا ابنتي العزيزة – في الصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن، ونسأل الله أن يشفيك مما تعانين منه، ويجعلك متفوقة وناجحة في مستقبل حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً