الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما شعرت بالألم في صدري انتابتني المخاوف، فما سبب استمرار الألم؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على الموقع الرائع.

أنا شاب، عمري 36 سنة، في شهر 4 تقريبا عانيت من ألم بصدري في وسط الصدر وينتقل مرة يمينا ومرة شمالا، فذهبت للطبيب، وعملت فحصا وتخطيطا للقلب، وأخبرني الطبيب بأنني لا أشكو من شيء، فعدت للبيت، ولكن الألم مستمر، ثم عدت مرة أخرى للطوارئ في اليوم التالي، وأخبرت الطبيب بآلامي، فأجرى لي فحصا وتخطيطا للقلب، وفحصا لإنزيمات القلب، وصورة أشعة، وكانت كلها سليمة.

ولكن أحد أصدقائي أخبرني بأن هذا الفحص غير كاف، فأرقني هذا الكلام نوعا ما، وبعد أسبوع كان الألم مستمرا، فذهبت للعيادة الصدرية، وفحص الطبيب نسبة التنفس، وأخبرني بأني سليم، ولكن دقات قلبي كانت سريعة، وفعلا ذهبت لاستشاري القلب، وأخبرته بما حصل لي، فطلب مني عمل فحص للدم، وأن أكون صائما، وأن أعمل فحصا للجهد، وبالفعل عملت فحص الدم وكان سليما، باستثناء الكوليسترول، حيث كانت نسبته 245، والدهون الحميدة 54، والضارة 179، والدهون الثلاثية 170، وفحص الجهد كان سليما، وصرف لي علاجا للكوليسترول، ولكني لم أستمر عليه، وتناولت منه 18حبة، لأني عملت حمية من نفسي، واستطعت انقاص وزني بعد مرور شهر من 99 كيلو لغاية 94 كيلو، مع العلم أن طولي 168 سم، تقريبا.

وبعد شهر عملت تحليلا للدم مرة أخرى، وأخبرت الطبيب بأني عملت حمية من تلقاء نفسي، ولم أستمر على علاج الكوليسترول، وبعد تحليل الدم الثاني كانت النتيجة أن الكوليسترول انخفض من 245 إلى 175، مع العلم أني كنت مدخنا، وتركت التدخين منذ 7 أشهر، واستطعت أن أنقص وزني لغاية 80 كيلو، ومواظب على رياضة المشي بنسبة 70%، وأتناول فص ثوم كل صباح على الريق، وحبة تفاح خضراء، مع الابتعاد عن جميع الوجبات السريعة بنسبة 95%، كما أني قمت بعمل فحص الايكو، وكانت جميع الفحوصات سليمة.

ولكن -يا دكتور- ينتابني الخوف عندما يؤلمني صدري، وهذا الألم مستمر بنسبة 95%، وفي بعض الأحيان أشعر بكتمة وشيء في صدري، إضافة إلى أنني أشكو من القولون، وانحراف في الجيوب الأنفية، وهذا الخوف وترني وأرهقني، فما توجيهكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخفقان الذي تشعر به ليس له علاقة بأمراض القلب بشكل مؤكد -إن شاء الله-، خصوصا مع كل الفحوصات التي تم إجراؤها، وعدم ارتفاع إنزيمات القلب دليل مؤكد على عدم وجود ذبحة صدرية أو نقص في تهوية، وتروية القلب، والزيارات المتعددة لأطباء القلب، وفحص الجهد دليل على ذلك.

والخفقان بالتالي له أسباب غير القلب، مثل: الخوف المرضي، سواء كان طبيعيا أو خوفا مرضيا، مثل أمراض الفوبيا المرضية، وحسنا فعلت أنك اعتمدت في خفض نسبة الكوليسترول المرتفعة على الحمية الغذائية وعلى إنقاص الوزن، وهذا هو الإجراء السليم، طالما لا تعاني من أمراض قلب أو ارتفاع في الضغط أو السكر، وقد نجحت بالفعل في إنقاص وزنك من 99 كجم حتى 80 كجم، وهذا جهد متميز، ومن أفضل القرارات التي تم اتخاذها هو قرار الإقلاع عن التدخين، وبالتالي فإنك ما شاء الله تتصرف بشكل إيجابي، وقادر على اتخاذ قرارات إيجابية في إنقاص الوزن، وفي الإقلاع عن التدخين، وفي خفض نسبة الكوليسترول.

ويمكن علاج ألم الصدر من خلال:
تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، أو في صورة حقنة جرعة 600000 وحدة دولية في العضل، وهذا أفضل، وتناول حبوب الكالسيوم 500 مج ومنتجات الألبان، ولا مانع من تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا، وباسط للعضلات مثل myolgin أيضا مرتين في اليوم لعدة أيام، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل حقن neurobion في العضل يوما بعد يوم لعدد 6 حقن، مع إمكانية تكرارها مرة أخرى.

ولعلاج القولون:
يمكنك تناول حبوب Spasmocanulase قرصا ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، مع تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخة مع زيت الزيتون، أو شربه مغليا مثل الشاي، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، وقد يغنيك ذلك الخليط عن الأدوية.

ومن المهم شرب المزيد من الماء، وتناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل: الخضروات الطازجة، والسلطات، وزيت الزيتون، والخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، والبرغل، وهذه الأطعمة تحتوي على كثير من الألياف والسوائل الضرورية للقولون، وبالتالي يخرج البراز أو الغائط لينا، وتقل تبعا لذلك كمية الغازات الخارجة والمتكونة من تخمر الطعام.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً