الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو البديل المناسب لعقار الزولام دون آثار سلبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

داومت على تناول الزولام لفترة طويلة استمرت ستة أشهر، الجرعة الأولى 0.5، ثم 0.25، كنت أهنأ بحياة جميلة جدا دون قلق، وكأنني لم أمرض، أنام جيدا وأستيقظ باكرا، ثم بدأت أنام كثيرا، فقد الزولام مفعوله، وعادة أعراض القلق من جديد، ومنها الإسهال المتكرر، وهذا يضايقني جدا.

علمت بأن الدواء يحتاج إلى زيادة الجرعة التي أتناولها، وأنه دواء يسبب الإدمان، وأنا رجل سأتزوج خلال شهرين، ولا أريد أن أبدأ حياتي مع القلق، ولن أسمح للقلق بتدمير حياتي، فقررت الانسحاب من تناول الدواء تدريجيا على النحو التالي:
جرعة 0,25 لمدة أسبوع، ثم يوما بعد يوم، ثم كل ثلاثة أيام، ثم أقطع العلاج، لكنني اتساءل ما هو البديل الأمثل للدواء؟ ويكون له دور فعال بتخفيف الأعراض، فقد جربت أدوية عديدة لا فائدة منها، الزولام أبهرني كثيرا بنتائجه، لكنه أدى إلى نتائج عكسية بسبب مسارات عمله على الإدمان.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

أخي: من خلال العزيمة والإصرار تستطيع أن تتوقف عن الزولام دون أي مشكلة، والدواء فعلاً دواء ممتاز ودواء رائع جدًّا، لكن يُعاب عليه أنه يتميّز بظاهرة التحمُّل أو الإطاقة، يعني أن الإنسان لا يتحصَّل على الفائدة العلاجية التامّة إذا كانت الجرعة كما هي ويحتاج أن يبني الجرعة أو زيدها في بعض الأحيان.

عمومًا قرارك بالتوقف وهذا السحب التدريجي أنا أُقِرُّه تمامًا.

من الأشياء التي سوف تفيدك هي: ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت، تجنب النوم النهاري، والاعتماد على النوم الليلي، هذا يفيدك كثيرًا، أيضًا شراب الحليب بالزنجبيل ذو فائدة لبعض الناس، وهنالك عقار يُعرف باسم (أتراكس)، ننصح في بعض الأحيان بتناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، بعض الناس أيضًا يتناولون عقار (إيمتربتالين)، والذي يُعرف باسم (تربتزول)، من الأدوية القديمة جدًّا، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب ومُحسِّنٌ للنوم، تناوله أيضًا بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، وجدناه مفيدًا أيضًا لكثير من الناس، وهو دواء غير إدماني.

فيا أخي الكريم: الاعتماد يكون على العزيمة والإصرار، وأنا أقول لك أن الجرعة التي تتناولها أنت أصلاً لم تكن كبيرة، وهذا قطعًا سوف يُساعدك على التخلص من الدواء (الزولام)، والجأ للوسائل التي ذكرتها لك، ونصيحة أخيرة، وهي: في مثل هذه الحالات لابد أن نتحمّل شيئًا قليلاً من الألم، بمعنى إنْ شعرتَ بافتقاد للدواء وأتاك شيء من التشوق نحوه هنا يجب أن تكبح نفسك، وتكون صارمًا وقويًّا ولا تلجأ إلى الدواء وتقول لنفسك: أنا سوف أصبر وأتحمّل هذا الألم البسيط، لأنه في نهاية الأمر سوف يختفي، وأكونُ قد خلَّصتُ نفسي من دواء قد لا يكون مفيدًا بالنسبة لي على المدى البعيد.

أسأل الله تعالى –أخي الكريم– أن يُسهّل لك أمر الزواج، ولا شك أن الزواج فيه لك خير، ومن خلاله يأتيك الاستقرار والمودة والسكينة، ولن تكون في حاجة لمثل هذه المُهدئات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً