الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الخوف، فهل تنصحونني بتناول السيرباس مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم..

كنت أعاني منذ حوالي 12 سنة من وسواس الخوف من الموت، وظل معي حوالي 6 أشهر، حيث كنت أخاف من أي شيء فيه موت، لدرجة أنه كان يأتيني عندما كنت أقرأ أو أسمع آية عن الموت. وزال هذا الخوف عندما ذهبت يوما لتشييع جنازة أحد الأشخاص.

ومرت الأيام، وتزوجت، وقبل موعد زواجي قال لي أحدهم بأنه سيعمل لي سحرا، وعشت أسبوعين قبل زواجي في قلق وخوف شديد، مصحوب بقيء، ولم يحدث شيء، وعادت الأمور.

وحملت زوجتي، وعند قرب موعد الولادة أتاني وسواس الخوف من الموت بشدة، وأنني سأموت قبل أن أرى طفلي، وطبعا كانت كل هذه الأمور تؤثر على حياتي وتفكيري ونومي، ولم يكن أحد يعلم بهذه الأمور كلها، فقد كانت حربا داخلية نفسية، وإذا سألني أحد ما، فإني كنت أتعلل بأنني متعب.

ذهبت إلى طبيب منذ حوالي 3 سنوات، وكتب لي دواء (سيرباس 100جم)، وبدأت الأمور تهدأ، وبقيت عليه لمدة 3 سنوات، وكانت نفسيتي جيدة، وأعيش حرا دون خوف أو قلق، وأتعامل مع جميع الأمور بسلاسة.

منذ حوالي 3 شهور انتهيت من العلاج بعد استشارة الطبيب في تقليل الجرعة، والآن أشعر بقلق داخلي وخوف مع ضغط العمل والحياة، وأخشى أن ترجع إلي هذه الأمور مرة أخرى.

مع العلم أنني أحاول عمل تمارين الاسترخاء، وسماع المحاضرات التحفيزية التي تتحدث عن مقاومة القلق والخوف، فهل أرجع لتناول السيرباس مرة أخرى أم ماذا؟ وهل له أضرار مع طول استخدامه؟

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، شفاك الله وعافاك.

من الواضح أن عندك إدراك جيد لطبيعة الأفكار الوسواسية القهرية، وهذا لا شك يساعد جدا على التعافي والصحة.

أعتقد أن أمامك خيارين:

الأول: أن لا تعود للدواء مباشرة، وإن واجهتك بعض ضغوطات العمل، وإنما تقوم بالأمور التي تساعد على الاسترخاء من تمارين وغيرها (2136015)، وكما أشرت في رسالتك، وبالتالي تحاول الاستفادة من تطوير بعض المهارات التي ستعينك طوال حياتك، ولكن إن شعرت بأن الأفكار الوسواسية قد بدأت بالعودة فعندها فقط يمكنك العودة لنفس الدواء والجرعة، فطالما أنه أفادك في الماضي، فالأصل أن يعينك في هذه المرحلة.

والخيار الثاني: وخاصة إن كنت متخوفا تماما، فيمكنك العودة لنفس الدواء، وبنفس الجرعة، من باب الوقاية من الانتكاس.

وأنا أنصحك إذا شعرت ببداية عودة بعض الأفكار الوسواسية أن تراجع نفس الطبيب الذي أشرف على علاجك السابق.

وفقك الله وكتب لك استمرار الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً