الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي إحساس مستمر بالشبع وصعوبة بالبلع2

السؤال

السلام عليكم
قرأت ردكم لي على الاستشارة، رقم (2319125)، كيف يكون عرض نفسي وأنا لم يأتني التوتر والقلق إلا بعد المرض؟ وقمت بعمل تحليل شامل، لأن المرض كل مرة يزداد!

قمت بتحليل الدم وهو سليم، وقمت بتحليل جرثومة بالتنفس سليمة، وتحليل البكتريا سالمونيلا، وطلعت إيجابية.

علماً أني لا أعاني من أعراضها إلا قبل أشهر بالإسهال وآلام البطن، وعملت تحليل فيتامين د واتضح أنه قليل، وأعطاني فيتامين الأسبوعي لكن لم أبدأ فيه إلا متأخراً، وأعطاني دواء digmatil، وهو دواء لإزالة التوتر، وتخوفت من الأعراض والإدمان، وإذا كان نفسياً فإلى متى سأبقى هكذا؟

لقد عانيت وأتتني نفس الأعراض قبل 3 سنين، واتضح مع التحليل نفس البكتريا، مع التهاب المعدة، وتحسنت، وبخصوص الوزن فهذا وزني منذ 3 سنين، ولم أشتك من شيء حتى الآن، وبالنسبة لطولي فهو يعتبر جيداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم البدء في تناول فيتامين د، لأن معظم الدراسات أثبتت النقص الشديد في ذلك الفيتامين عند الكثير من الناس.

الأمراض العصبية النفسية مثلها مثل باقي الأمراض العضوية التي تحدث بسبب إصابة الجسم بالبكتيريا، أو الفيروسات أو اعتلال أعضاء الجسم المختلفة، والسبب في الأمراض النفسية عدم توازن في هرمونات سيروتينين ودوبامين، وبعض المواد الأخرى، ووجود خلل في تلك المواد يؤدي إلى حالة من العصاب، وهو neurosis وهو أبسط أنواع الأمراض النفسية ويندرج تحت ذلك المسمى مرض القلق والتوتر، anxiety وأمراض الخوف المرضي أو الرهاب والعصبية التي تعاني منها ما هي إلا انعكاس لمرض التوتر والقلق، وقد يزيد من ذلك المرض التعود السلوكي منذ الطفولة والتنشئة المبنية على العنف الأسري، وعقاب الأطفال على تجاربهم الحياتية، وهم في الواقع في طور التعلم من الأخطاء، ولذلك من المهم القراءة والتعمق في أسلوب تربية الأطفال، وفي التعامل مع الآخر من منظور الدين الإسلامي الحنيف الوسطي.

القسم الثاني من الأمراض النفسية العصبية والذي يتبادر إلى الذهن مباشرة عند سماع كلمة المرض النفسي هو حالة من الذهان، وهي psychosis وهو حالة تؤثِّر في النَّفس والعقل، وتؤدِّي إلى تَغيُّراتٍ في طريقة التَّفكير والشُّعور والسُّلوك، بحيث قد لا يكون الشخصُ الذي يُعانِي من الذُّهان قادراً على التَّمييز بين الواقع والوهم، إذ قد تظهر لديه الهَلاوِس hallucinations ـ سَماع أو رؤية أشياء غير موجود أصلاً التَّوهُّمات delusions ـ مُعتَقدات أو أوهام غير مستندة إلى الواقِع، تُعوِزُها البيِّناتُ والأدلَّة.

تحت هذين المصطلحين neurosis وpsychosis تندرج الكثير من الأمراض النفسية ولكل مرض أعراضه الخاصة به.

ليس معنى أن الإنسان متوتر وقلق ولديه بعض المخاوف أنه مضطرب عقلياً أو كما يقال بالعامية مجنون، بل يحتاج الإنسان في تلك الحالة مشورة طبيب نفسي لتصحيح بعض المفاهيم، وإلى التثقيف الصحي السلوكي القويم، وإلى بعض الأدوية التي تضبط هرمونات المخ سيروتينين ودوبامين وبعض المواد الأخرى التي تعمل على توصيل الإشارات المخية إلى أهدافها بطريقة سليمة تؤدي في النهاية إلى صحة نفسية قويمة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً