الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت، ويكون مزاجي سيئاً طوال اليوم، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني منذ 4 أشهر من وسواس الموت، فتأتيني أعراض الدوران والثقل والفشل، وخفقان القلب، وكل مرة أذهب إلى المستشفى ويقال لي: إنك سليم.

أجريت تخطيطاً وأشعة للقلب 5 مرات، وتحاليل للغدة الدرقية، وجميع التحاليل كانت سليمة -والحمد الله-، ومؤخراً أجريت تخطيطاً للقلب لمدة 24 ساعة، وقيل لي: قلبك سليم 100 % -والحمد الله-، لكنني أعاني من الإحساس بالموت، وبأن قلبي سيتوقف الآن، وكل يوم طوال الوقت يكون مزاجي سيئاً، وتتغير ملامح وجهي، وأكون عبوسا، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amineحفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما حدث معك هو نوبة من نوبات الهلع، وعادةً يُصاحبها أعراض من القلق النفسي، وهذا ما حدث لك، والقلق النفسي له أعراض نفسية، وأعراض جسدية، مثل نغزات الصدر، وزيادة ضربات القلب، والتعرُّق الشديد، والآلام المختلفة، وعادةً الأعراض الجسدية تكون نتيجة لزيادة إفراز مادة الأدرينالين في الجسم، وهذا ما يؤدي إلى الأعراض الجسدية المختلفة، وهي تشبه تهيئة الإنسان للتصدي لخطر ما، لأن الإنسان القلق دائمًا يكون متوجسًا، وعلى استعدادٍ لمواجهة شيءٍ خطر سيحدث.

وطبعًا الهلع والقلق اضطرابات نفسية، ولذلك عادةً تجد كل الفحوصات سليمة؛ لأنها اضطرابات نفسية وليست عضوية، ولذلك أطلب منك التوقف عن الفحوصات، لأن هذا يُدعم المرض ويزيد الأعراض، ولا يساعد في الشفاء، فما تعاني منه -يا أخي الكريم- هو اضطراب نفسي، وعلاجه إمَّا بالدواء أو بالعلاج النفسي، أو الاثنين معًا، وهذا هو الأفضل، العلاج النفسي يتمثل في الاسترخاء، ويمكن أن تعمل بعض الأشياء البسيطة مثل الرياضة -خاصة رياضة المشي- لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا، أو أربعين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، أو إجراء بعض التمارين الرياضية داخل المنزل، أو الاتصال بمعالج نفسي ليعلمك كيفية الاسترخاء، الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق أخذ نفسٍ عميق وإخراجه ببطء وقوة عدة مرات.

أما الأدوية فهناك أدوية كثيرة تُعالج نوبات الهلع، وكلها تنتمي إلى مجموعة أو فصيلة (SSRIS)، التي تعمل على زيادة معدل إفراز مادة السيروتونين في الدماغ، ومن بين هذه الأدوية ما يعرف علميًا باسم (استالوبرام)، ويعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الغداء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين حتى تزول معظم الأعراض، ومن بعدها عليك الاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ومن ثمَّ يمكن التوقف عنه بعد ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً