الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلامي غير واضح بسبب الحروف التي تخرج من أنفي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 20 سنة، مشكلتي أن صوتي يخرج من أنفي، والحروف غير واضحة، وهذا يسبب لي الإحراج، مما جعلني انطوائية، فكلما تحدثت مع أحد لم يفهم كلامي، وطلب مني الإعادة، وكرهت دراستي، وأرتبك جدا، كلما طلب مني القراءة، أشعر برجفة، ودقات قلبي تصبح سريعة، ويبدأ صوتي يرتجف.

تعبت جدا، ذهبت إلى أخصائي أنف وحنجرة، فأخبرني بوجود انحراف في الحاجز الأنفي، فعملت عملية، ولكن دون جدوى.

أرجوكم ساعدوني، هل هناك حل لعلاج صوتي؟ فأنا أتمنى ذلك لأعيش حياة مريحة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصوت الأنفي نوعان: فهو إما خنة أنفية مغلقة، أو خنة أنفية مفتوحة.

- الخنة المغلقة: تظهر على بعض الحروف، وخاصة حرفي الميم و النون، حيث أن الأنف يكون مغلقا، والهواء لا يخرج منه في حروف معينة، ويبدو الصوت كما لو أننا نغلق الأنف باليد ونتكلم.
- أما الخنة المفتوحة: فهي تحدث مع حروف العلة -الألف والواو والياء-، سببها خروج زائد للهواء من الأنف في هذه الحروف، وسبب هذا الخروج الزائد، هو قصور في إغلاق الحنك للقسم العلوي من البلعوم؛ لعزل الأنف عن البلعوم، لمنع خروج الهواء منه، وحصر خروجه من الفم، وبالتالي يخرج الهواء مع الصوت من الأنف، ويكون الصوت أنفيا مفتوحا.

لم تحددي -أختي العزيزة- في سؤالك أي نوع من الخنة لديك، حيث أن إجراء عملية حاجز الأنف هو خطأ في حال كون الخنة مفتوحة؛ لأنه يزيد من سهولة مرور الهواء عبر الأنف فتزيد الخنة، وهذه العملية تجرى في حالة الخنة المغلقة، إن كان سبب الانسداد هو انحراف الحاجز الأنفي، بينما في سؤالك تقولين بأن الصوت يخرج من أنفك بشكل كبير، مما يوحي بأن لديك خنة مفتوحة.

بكل الأحوال فعلاج الخنة المغلقة هو البحث عن سبب الانسداد في المجرى الأنفي، وعلاجه، فقد يكون سبب الانسداد اللحميات الأنفية - القرينات-, أو البوليبات الأنفية التحسسية، أو انحراف حاجز الأنف، والعلاج جراحي هنا.

وأما الخنة المفتوحة فأسبابها قد تكون تعلم خاطئ للنطق منذ الطفولة, أو قصور في صمام الحنك الذي ذكرته، بسبب شق في شراع الحنك خلقي المنشأ، أو قصر خلقي في الحنك الرخو واللهاة، وقد يكون القصور تالي للعمليات الجراحية، وخاصة استئصال اللوزتين، في حال كان هناك خياطة كثيرة في سرير اللوزة، يؤدي لشد على الحنك الرخو، ويمنع إغلاقه للأنف، وقد يكون السبب استئصال الناميات الأنفية، وكبر حجم البلعوم الأنفي، وبالتالي حصول الصوت الأنفي المفتوح.

العلاج هو بتعليم النطق بالتزامن مع الجراحة، والتي تهدف لتصغير فتحة البلعوم على الأنف، وتضييق الحنك بشريحة من البلعوم، أو خياطة شق شراع الحنك خلقي المنشأ.

ويمنع في هذه الحالات إجراء استئصال الناميات، أو إجراء عملية انحراف حاجز الأنف, كما من المهم جدا علاج النطق بجلسات عديدة لدى اختصاصي تعليم النطق، وجهد من المريض مهم جدا في هذه الحالة.

عليك -أختي العزيزة- بمراجعة اختصاصي بأمراض النطق لتقييم الحالة، وبعدها يتم تقرير العلاج بحسب الحالة.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً