الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم الثقة بالنفس، وأشعر بأنه لا قيمة لي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من عدم الثقة بالنفس، وأشعر بأني شخص لا قيمة له كلما رأيت شخصا ناجحا أو شخصا متفوقا في مجاله، وأنا خجول وانطوائي ولا أحب الجلوس مع أحد، وهناك شعور غريب؛ فجأة أشعر بالسعادة وفجأة أشعر بالحزن في نفس الوقت.

كيف أتخلص من هذه المشكلة؟ لأني عانيت منها ما يكفي.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال الذي يبدو أن له عدة جوانب، فهناك ضعف الثقة بالنفس والنظرة الدونية للذات، والخجل والانطواء، وبالتالي تجنب الاجتماع بالناس، وربما اختلاط مشاعر الفرح مع الحزن.

طبعا لم تذكر لنا الكثير من المعلومات عن نفسك وعملك ولا حتى عمرك، وكلها أمور هامة حقيقة في فهم مشكلتك، فالأمور التي ذكرتها إنما هي النتائج والظواهر لواقع تعيشه، والذي يمكن أن يفسّر أو يشرح أو يبرر كل هذه الأمور التي وردت في سؤالك.

فمثلا طريقة تربيتك في أسرتك قد تفسر هذه النفسية والطبيعة التي عندك، وظروف معيشتك ربما تبرر بعض هذا الخجل وتجنب لقاء الناس، ولحدّ يمكن أن تكون هذه الظواهر أو المظاهر ردة فعل طبيعية تجاه واقع غير طبيعي، وليس العكس، ومن هنا كان يفيد أن تتحدث معنا أكثر عن نفسك وظروف معيشتك، فنحن لا نعلم عنك إلا أنك ذكر ومن السودان.

أنصحك بأمرين: الأول: أن تركز على موضوع ثقتك بنفسك، فهي رأس مالك، فبهذه الثقة بالنفس ستتمكن من مواجهة الأمور الأخرى التي تتعبك في الحياة، ويمكنك محاولة التفكير في الصفات والإمكانات الإيجابية التي عندك والتي ربما خفيّت في الماضي، وأن تحاول النظر لنصف الكأس الممتلئ وعدم التركيز كثيرا على الجوانب السلبية، كما ربما كنت تفعل في الماضي.

والأمر الثاني: وخاصة إذا وجدت صعوبات في التغيير الذاتي لثقتك في نفسك، أن تحاول التواصل الكلامي المباشر مع من تثق به، سواء من الأسرة أو الأصدقاء، وأن تفضفض له بعض الشيء عما في نفسك، وربما تشرح له بعض ظروف نشأتك وتربيتك، وظروفك الحالية.

وإذا لم تجد أحدا ممن حولك، فلا مانع من الحديث مع مرشد نفسي أو أخصائي نفسي لتقوم معه بهذا التغيير.

وفقك الله، وكتب لك السلامة ونجاح التغيير المطلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً