الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب والخوف، فأي الدوائين أفضل لحالتي الزيروكسات أو الفيلوزاك؟

السؤال

السلام عليكم..

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف والتلعثم، وعمري 21 سنة، وذهبت إلى الطبيب، وواظبت على دواء فيلوزاك20 مليجرام وزيروكسات 10 مليجراما منذ 3 سنوات، وقد تحسنت بنسبة كبيرة جدا –والحمد لله-، ولكني تعرضت لظروف نفسية أثرت بشكل عكسي كبير، وتوقفت عن الدواء ويئست، وبعد مرور أشهر ذهبت إلى طبيب آخر، ووصف لي دواء بيبريدين حبوب 20 مليجراما، واريببركس حبوب، وظهر تحسن طفيف، ولكن أعراض الدواء جعلتني أتركه بإرشاد من الطبيب.

وبعد ذلك أخذت قرارا أن أعتمد على الله بدون أدوية، وأن أحسن حالتي النفسية بأساليب مختلفة، وبالفعل استمريت سنة بدون أدوية، فكانت حالتي متقلبة في الرهاب والتلعثم على حسب حالتي النفسية، فشهرا تكون حالتي جيدة، وشهرا آخر تنتكس حالتي وتصبح سيئة، ولكني أتذكر عندما كنت مواظبا على الفيلوزاك والزيروكسات في البداية بأنها كانت أفضل أيام مرت علي منذ سنوات.

والآن نظرا لضغوط الحياة الكثيرة يوما بعد يوم، قررت أن أواظب على الزيروكسات والفيلوزاك مرة أخرى ولكن بدون إرشاد طبيب، عسى أن تكون بداية أفضل من الآن.

الآن أنا أواظب على فيلوزاك حبة 20 مليجراما صباحا، وزيروكسات سى أر 12.5 حبوب مساء منذ أيام قليلة، وأرجو مساعدتي بإعطائي الجرعة المناسبة، وهل الجرعة الحالية مناسبة؟

ومن رؤيتي لاستشارات سابقة، ووصفكم لدواء واحد فقط بين زيروكسات أو فيلوزاك، فهل آخذ نوعا واحد فقط أفضل أم الاثنين معا؟ وما الفرق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب والتلعثم متلازمان، فالرهاب يؤدي إلى التلعثم والكلام أمام الناس والارتباك أمامهم ومحاولة الهروب من هذه المواقف. وعلاجه يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا سلوكيًا أيضًا، أو علاج سلوكي معرفي.

والآن أرى أنك تُركز على العلاج الدوائي فقط، وأنا أنصح بالجمع بين العلاج النفسي –العلاج السلوكي المعرفي– والعلاج الدوائي، وهناك دراسات ومؤشرات كثيرة تُشير وتؤكد أن العلاج بالاثنين –العلاج الدوائي والعلاج النفسي– أفضل من العلاج بواحد منهما، إمَّا العلاج بالدواء أو العلاج النفسي.

أما بخصوص الجرعة المناسبة، فالجرعة تختلف من شخصٍ لآخر، والجرعة المناسبة هي الجرعة التي تؤدي إلى زوال الأعراض عند الشخص، ولا تُحدث آثارًا جانبية، وهذا لن يتأتَّى إلا بمراجعة الطبيب.

طبعًا هناك جرعات غير علاجية، يعني لا يتوقع أن تُحدث علاجًا إذا أُخذت، وهناك جرعات عالية قد تؤدي إلى آثار جانبية كبيرة، فالجرعة العلاجية هي الجرعة التي تؤدي إلى تحسُّنٍ أو زوال الأعراض ولا تُحدث آثارًا جانبية.

أما بخصوص هل من الأفضل أخذ دواء واحد أو اثنين؟ أنا شخصيًا من مدرسة أخذ دواء واحد، وقد يختلف معي بعض الزملاء في ممارساتي، وقد يتفق معي بعضهم.

أنا أفضل دائمًا أن أعالج مرضاي بدواء واحد، لماذا؟ لأنه يسهل عليك التحكم، أعطي دواءً واحدا بأقصى جرعة، ثم بعد ذلك يمكن أن تحكم هل استفاد منه المريض أم أدتّ إلى آثار جانبية، ولكن إذا بدأتُ من الأول بدوائين فإذا حصل التحسُّن فلا تعرف على أي الدوائين تحسَّن المريض، وإذا حصلتْ آثار جانبية أيضًا لا تعرف من أيِّ الدوائين حصلت الآثار الجانبية، وعندما تريد أن تُوقف العلاج فلا تعرف من أين تبدأ بالتوقف، لذلك أنا أفضل دائمًا البدء بدواء واحد حتى أتحكَّم في جرعته وأعرف مدى استفادة المريض منه، ولكن بعد فترة يمكن إضافة دواء آخر للدواء الأول.

فيجب ألا نبدأ بدوائين معًا، للأسباب التي ذكرتها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً