الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الناس شكل عقبة أمام مستقبلي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة تؤرقني كثيرا وهي عقبة أمام مستقبلي؛ هي الخوف من الناس.
بدأت معي هذه المشكلة منذ أن كان عمري 12 سنة، وقبلها كنت جريئا وأخرج في الإذاعة المدرسية كثيرا، ولكن فجأة تغير حالي؛ فأصبحت أخاف الخروج في الإذاعة، وأخاف من الإمامة في الصلاة، وفي نفس الوقت بدأ معي ذهان حيث أسمع أصواتا وأرى أشخاصا يكلمونني، وقد تحدثت إليكم في استشارة سابقة عن هذا الذهان.

وفي سن 18 ذهبت إلى طبيب نفسي وشخّص حالتي بأنها اكتئاب مصحوب بخوف متوسط، فوصف لي افيكسر، فكانت فائدته محدودة، ثم زرت أطباء آخرين ووصفوا لي (لو سترال سبرالكس فافرين سيروكسات)، وتناولتها بجرعات علاجية ولمدة سنة إلى سنتين لكل واحد منها، لكن لم أجد تلك الفائدة، فالشعور بالخوف مازال موجودا.

والآن ومنذ سنة تقريبا بدأ الخوف يزداد معي، حيث أصبحت أكثر سوءاً مما كنت عليه سابقا، فقد كنت أخرج إلى المسجد وأذهب إلى الجامعة وأحضر المناسبات الاجتماعية ولو بشكل جزئي، أما الآن فلا أستطيع الصلاة في المسجد في كثير من الأحيان، ولم يعد لدي القدرة على حضور المناسبات الاجتماعية أو حتى مقابلة شخص في الشارع والحديث معه، وأود أن أعرف هل هناك علاج دوائي ناجح غير التجربة الفاشلة التي مررت بها؟ وهل للذهان علاقة بالمخاوف بحيث إذا شفيت من الذهان أشفى من المخاوف؟ وهل الخوف الاجتماعي بالنسبة لي يكون مزمنا حيث مضى عليّ 18 سنة منذ استخدامي للعلاج ولكن لا فائدة منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: بدأت الأعراض منذ أن كنت طفلا صغيرا عند عمر 12 سنة، وذكرت أنها جاءت في شكل أعراض ذهانية، ولكن في عمر 18 اختلفت الصورة، وكانت كلها تتركز في شكل أعراض رهاب اجتماعي، أو كانت الأعراض قريبة للاكتئاب النفسي المصحوب بمخاوف متوسطة كما شخَّصك الطبيب النفسي، وتقريبًا تناولتَ معظم الأدوية النفسية، أو معظم مضادات الاكتئاب، من: سبرالكس، لسترال، فافرين، زيروكسات، كل هذه الأدوية هي مضادات للاكتئاب التي تُسمى بفصيلة أو مجموعة الـ (SSRIS) والتي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في خلايا الدماغ، ولكن ذكرت أنك لم تستجب لها، وصار الآن الرهاب الاجتماعي هو الذي يُقلقك، والانعزال عن الناس وعدم الخروج.

أخي الكريم: الذهان عادةً لا يؤدي إلى الرهاب الاجتماعي، ولكن الشخص المُصاب بالذُّهان قد ينعزل من الناس إمَّا لشكوكٍ تنتابه من نوايا الآخرين، ولذلك يُفضل الشخص عدم الاختلاط، ولكنَّه لا يكون في شكل رهاب اجتماعي، ولا يشتكي من هذا الشيء، بالعكس، المصاب بالذهان وينعزل من الناس ويشكون الذين من حوله أنه أصبح منعزلاً اجتماعيًا، وأنا شخصيًا أستبعد أنك مُصاب بالذهان من خلال روايتك.

طبعًا معظم الأدوية لم تستفد منها –كما ذكرتَ– فأرى أن تحاول تجربة العلاجات النفسية، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، طالما أنك لم تستفد من الأدوية، فحاول أن تتواصل مع معالج نفسي ذي دراية وخبرة في وصف العلاجات السلوكية المعرفية، وهذا يتطلب تعاوناً منك، وغالبًا تحتاج من 10 إلى 20 جلسة، وتكون الجلسة عادةً حاولي ساعة في الأسبوع، عليك الانتظام فيها واتباع التعليمات التي تُعطى لك، والقيام بالواجبات المنزلية بين الجلسات، فهذا قد يكون علاجًا ناجعًا وناجحًا لك إن شاء الله، ويؤدي إلى زوال هذه الأعراض، وتعيش حياة مستقرة آمنة بدون رهاب وخوف.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً