السلام عليكم

عمري 21 سنة، أعاني من حالة يمكن أنها نادرة، ولكني بحثت عنها ووجدت أناسا تعاني مثلي تماما، حالتي هي أني قبل 8 سنوات كنت طبيعيا أتابع التلفاز فجأة دقات قلبي تتسارع جدًا وارتبكت، وسيطر علي الخوف والقلق، وصرت أشرب ماء بكثرة؛ لأني أحسست أنه يخفف من الخوف، وذهبت فورًا للطبيب، وشخص حالتي وفحص كل شيء، وقال: أنت سليم ليس بك شيء.

في اليوم الثاني رجعت نفس الحالة وذهبت للطبيب، وقال نفس الكلام، وأنا أحاول أن أثبت له أني أعاني من شيء، لكنه لم يصدقني، وعانيت منها لدرجة أني لا أستطيع أن أطلع من البيت خوفا من أن تأتي في مكان بعيد، واستمرت معي 8 وإلى الآن ولكني تعودت عليها.

منذ أسبوع إذا جئت أنام وأغفو مباشرة أفزع وأحس بأن قلبي سيتوقف، أحاول مرات عديدة ولكن نفس الشيء فجأة، جاءني تجشؤ -وأنتم بكرامة- وبعدها ارتحت جدًا، ونمت وكل يوم هكذا نفس الحالة إذا أردت النوم، أريد حلا للتجشؤ ما يخرج إلا بالغصب، ما هي حالتي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

النوبات التي أصابتك تُسمى بنوبات الهرع أو الفزع، والطبيب حين ذكر لك أنك سليم يقصد أنك لا تعاني من أي علة عضوية، والذين يُصابون بمثل هذه النوبات يذهبون غالبًا إلى الطوارئ، ومن ثم يذهبون إلى أطباء القلب خوفًا أن يكون لديهم علة قلبية.

أنا أؤكد لك أن الحالة هي حالة نفسية بسيطة -إن شاء الله تعالى-، وكل المطلوب منك هو أن تتجاهلها تجاهلاً تامًّا، وألا تُضخم الموضوع، والحمد لله أنت ذكرت أنك تعودتَّ عليها، تعودتَّ عليها يعني أنك قد تكيَّفتَ مع هذه الحالات، وأُثبتَ لك أنها ليست عضوية، وهذا شيء ممتاز، وهذا شيء يجب أن نشجِّعك جدًّا عليه، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك الشفاء التام.

التمارين الرياضية مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات، وتجنب شرب الشاي والقهوة بكثرة أعتقد أنه سوف يفيدك أيضًا.

أريدك أن تذهب إلى طبيب نفسي، أنت موجود في المملكة العربية السعودية، وهنالك الكثير من الأطباء النفسيين المتميزين، اذهب وقابل أحدهم؛ لأن المقابلة سوف تطمئنك كثيرًا، وغالبًا تحتاج لأحد الأدوية الفاعلة مثل عقار (سبرالكس)، هو دواء متميز جدًّا لعلاج هذه الحالة، هذا من حيث العلاج الدوائي.

أما الإرشادات السلوكية العامة فهي التي ذكرتها لك، وأرجو أن تلتزم بها، وأؤكد لك أن الحالة بسيطة، ولا تتطلب أبدًا أن تذهب إلى الطوارئ أو إلى أطباء القلب أو أطباء الباطنية، ذهابك إلى الطبيب النفسي سوف يطمئنك جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.